responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 487


جواب التمني . وقرأ الحسن ( فأفوز ) . قوله ( فليقاتل في سبيل الله ) هذا أمر للمؤمنين وقدم الظرف على الفاعل للاهتمام به ، و ( الذين يشرون ) معناه يبيعون وهم المؤمنون ، والفاء في قوله ( فليقاتل ) جواب الشرط مقدر أي إن لم يقاتل هؤلاء المذكورون سابقا الموصوفون بأن منهم لمن ليبطئن ، فليقاتل المخلصون الباذلون أنفسهم البائعون للحياة الدنيا بالآخرة ، ثم وعد المقاتلين في سبيل الله بأنه سيؤتيهم أجرا عظيما لا يقادر قدره ، وذلك أنه إذا قتل فاز بالشهادة التي هي أعلى درجات الأجور ، وإن غلب وظفر كان له أجر من قاتل في سبيل الله مع ما قد ناله من العلو في الدنيا والغنيمة ، وظاهر هذا يقتضي التسوية بين من قتل شهيدا أو انقلب غانما ، وربما يقال إن التسوية بينهما إنما هي في إيتاء الأجر العظيم ، ولا يلزم أن يكون أجرهما مستويا ، فإن كون الشئ عظيما هو من الأمور النسبية التي يكون بعضها عظيما بالنسبة إلى ما هو دونه وحقيرا بالنسبة إلى ما هو فوقه . قوله ( وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله ) خطاب للمؤمنين المأمورين بالقتال على طريق الالتفات . قوله ( والمستضعفين ) مجرور عطفا على الاسم الشريف أي ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله وسبيل المستضعفين حتى تخلصوهم من الأسر وتريحوهم مما هم فيه من الجهد .
ويجوز أن يكون منصوبا على الاختصاص : أي وأخص المستضعفين فإنهم من أعظم ما يصدق عليه سبيل الله ، واختار الأول الزجاج والأزهري . وقال محمد بن يزيد : أختار أن يكون المعنى وفي المستضعفين فيكون عطفا على السبيل ، والمراد بالمستضعفين هنا من كان بمكة من المؤمنين تحت إذلال الكفار ، وهم الذين كان يدعو لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيقول : " اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين " كما في الصحيح . ولا يبعد أن يقال : إن لفظ الآية أوسع ، والاعتبار بعموم اللفظ لولا تقييده بقوله ( الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها ) فإنه يشعر باختصاص ذلك : بالمستضعفين الكائنين في مكة لأنه قد أجمع المفسرون . على أن المراد بالقرية الظالم أهلها مكة . وقوله ( من الرجال والنساء والوالدان ) بيان للمستضعفين .
قوله ( الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله ) هذا ترغيب للمؤمنين وتنشيط لهم بأن قتالهم لهذا المقصد لا لغيره ( والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت ) أي سبيل الشيطان أو الكهان أو الأصنام ، وتفسير الطاغوت هنا الشيطان أولى لقوله ( فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا ) أي مكره ومكر من اتبعه من الكفار .
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ( فانفروا ثبات ) قال : عصبا ، يعني سرايا متفرقين ( أو انفروا جميعا ) يعني كلكم . وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عنه قال في سورة النساء ( خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا ) نسختها - وما كان المؤمنون لينفروا كافة - . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ( ثبات ) أي فرقا قليلا . وأخرج عن قتادة في قوله ( أو انفروا جميعا ) أي إذا نفر نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم فليس لأحد أن يتخلف عنه . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي نحوه . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ( وإن منكم لمن ليبطئن ) إلى قوله ( فسوف نؤتيه أجرا عظيما ) ما بين ذلك في المنافقين . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في الآية قال : هو فيما بلغنا عبد الله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين . وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير ( فليقاتل ) يعني يقاتل المشركين ( في سبيل الله ) في طاعة الله ( ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل ) يعني يقتله العدو ( أو يغلب ) يعني يغلب العدو من المشركين ( فسوف نؤتيه أجرا عظيما ) يعني جزاء وافرا في الجنة ، فجعل القاتل والمقتول من المسلمين في جهاد المشركين شريكين في الأجر . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ( في سبيل الله والمستضعفين ) قال : وفي المستضعفين . وأخرج ابن جرير عن الزهري قال : وسبيل المستضعفين

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 487
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست