responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 486


قوله ( يا أيها الذين آمنوا ) هذا خطاب لخلص المؤمنين ، وأمر لهم بجهاد الكفار والخروج في سبيل الله ، والحذر والحذر لغتان كالمثل والمثل . قال الفراء : أكثر الكلام الحذر ، والحذر مسموع أيضا ، يقال خذ حذرك أي احذر ، وقيل معنى الآية الأمر لهم بأخذ السلاح حذرا ، لأن به الحذر . قوله ( فانفروا ) نفر ينفر بكسر الفاء نفيرا ، ونفرت الدابة تنفر بضم الفاء نفورا . والمعنى : انهضوا لقتال العدو . أو النفير اسم للقوم الذين ينفرون ، وأصله من النفار والنفور ، وهو الفزع ، ومنه قوله تعالى - ولوا على أدبارهم نفورا - أي نافرين . قوله ( ثبات ) جمع ثبة : أي جماعة ، والمعنى : انفروا جماعات متفرقات . قوله ( أو انفروا جميعا ) أي مجتمعين جيشا واحدا .
ومعنى الآية : الأمر لهم بأن ينفروا على أحد الوصفين ليكون ذلك أشد على عدوهم وليأمنوا من أن يتخطفهم الأعداء إذا نفر كل واحد منهم وحده أو نحو ذلك ، وقيل إن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى ( انفروا خفافا وثقالا ) وبقوله - إن لا تنفروا يعذبكم - والصحيح أن الآيتين جميعا محكمتان : إحداهما في الوقت الذي يحتاج فيه إلى نفور الجميع ، والأخرى عند الاكتفاء بنفور البعض دون البعض . قوله ( وإن منكم لمن ليبطئن ) التبطئة والإبطاء التأخر ، والمراد : المنافقون كانوا يقعدون عن الخروج ويقعدون غيرهم . والمعنى : أن من دخلائكم وجنسكم ومن أظهر إيمانه لكم نفاقا من يبطئ المؤمنين ويثبطهم ، واللام في قوله ( لمن ) لام توكيد ، وفي قوله ( ليبطن ) لام جواب القسم ، و " من " في موضع نصب وصلتها الجملة . وقرأ مجاهد والنخعي والكلبي ( ليبطن ) بالتخفيف ( فإن أصابتكم مصيبة ) من قتل أو هزيمة أو ذهاب مال . قال هذا المنافق قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم حتى يصيبني ما أصابهم ( ولئن أصابكم فضل من ) غنيمة أو فتح ( ليقولن ) هذا المنافق قول نادم حاسد ( يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما ) . قوله ( كأن لم يكن بينكم وبينه مودة ) جملة معترضة بين الفعل الذي هو ليقولون وبين مفعوله ، وهو ( يا ليتني ) وقيل إن في الكلام تقديما وتأخيرا - وقيل المعنى : ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة :
أي كأن لم يعاقدكم على الجهاد ، وقيل هو موضع نصب على الحال . وقرأ الحسن ( ليقولن ) بضم اللام على معنى من . وقرأ ابن كثير وحفص عن عاصم ( كأن لم تكن ) بالتاء على الفظ المودة . قوله ( فأفوز ) بالنصب على

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 486
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست