responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 485


( لو ) حرف امتناع ، وأن مصدرية ، أو تفسيرية ، لأن ( كتبنا ) في معنى أمرنا . والمعنى : أن الله سبحانه لو كتب القتل والخروج من الديار على هؤلاء الموجودين من اليهود ما فعله إلا القليل منهم ، أو لو كتب ذلك على المسلمين ما فعله إلا القليل منهم ، والضمير في قوله ( فعلوه ) راجع إلى المكتوب الذي دل عليه كتبنا ، أو إلى القتل والخروج المدلول عليهما بالفعلين ، وتوحيد الضمير في مثل هذا قد قدمنا وجهه . قوله ( إلا قليل ) قرأه الجمهور بالرفع على البدل . وقرأ عبد الله بن عامر وعيسى بن عمر ( إلا قليلا ) بالنصب على الاستثناء ، وكذا هو في مصاحف أهل الشام ، والرفع أجود عند النحاة . قوله ( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به ) من اتباع الشرع والانقياد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( لكان ) ذلك ( خيرا لهم ) في الدنيا والآخرة ، ( وأشد تثبيتا ) لأقدامهم على الحق فلا يضطربون في أمر دينهم ( وإذن ) أي وقت فعلهم لما يوعظون به ( لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما ) لا عوج فيه ليصلوا إلى الخير الذي يناله من امتثل ما أمر به وانقاد لمن يدعوه إلى الحق . قوله ( ومن يطع الله والرسول ) كلام مستأنف لبيان فضل طاعة الله والرسول ، والإشارة بقوله ( فأولئك ) إلى المطيعين كما تفيده من ( مع الذين أنعم الله عليهم ) بدخول الجنة ، والوصول إلى ما أعد الله لهم . والصديق المبالغ في الصدق كما تفيده الصيغة ، وقيل هم فضلاء أتباع الأنبياء . والشهداء : من ثبتت لهم الشهادة ، والصالحين : أهل الأعمال الصالحة . والرفيق مأخوذ من الرفق ، وهو لين الجانب ، والمراد به المصاحب لارتفاقك بصحبته ، ومنه الرفقة لارتفاق بعضهم ببعض ، وهو منتصب على التمييز أو الحال كما قال الأخفش .
وقد أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ( ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم ) هم يهود كما أمر أصحاب موسى أن يقتل بعضهم بعضا . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سفيان أنها نزلت في ثابت بن قيس بن شماس . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي نحوه . وقد روى من طرق أن جماعة من الصحابة قالوا : لما نزلت الآية لو فعل ربنا لفعلنا . أخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن . وأخرجه ابن أبي حاتم عن عامر بن عبد الله بن الزبير . وأخرجه أيضا عن شريح بن عبيد . وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والضياء المقدسي في صفة الجنة ، وحسنه عن عائشة قالت : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا رسول الله : إنك لأحب إلي من نفسي ، وإنك لأحب إلي من ولدي ، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك ، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين ، وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك ، فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى نزل جبريل بهذه الآية ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم ) الآية . وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس نحوه .

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 485
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست