responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 354


تحقيقه غير مرة . وعهد الله هو ما عاهدوه عليه من الإيمان بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، والأيمان هي التي كانوا يحلفون أنهم يؤمنون به وينصرونه ، وسيأتي بيان سبب نزول الآية ( أولئك ) أي الموصوفون بهذه الصفة ( لا خلاق لهم في الآخرة ) أي لا نصيب ( ولا يكلمهم الله ) بشئ أصلا كما يفيده حذف المتعلق من التعميم ، أو لا يكلمهم بما يسرهم ( ولا ينظر إليهم يوم القيامة ) نظر رحمة ، بل يسخط عليهم ويعذبهم بذنوبهم كما يفيده قوله ( ولهم عذاب أليم ) .
وقد أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله ( ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ) قال : هذا من النصارى ( ومنهم من إن تأمنه بدينار ) قال : هذا من اليهود ( إلا ما دمت عليه قائما ) قال : إلا ما طلبته واتبعته . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ( ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ) قال : قالت اليهود : ليس علينا فيما أصبنا من مال العرب سبيل . وأخرج ابن جرير عن السدي نحوه . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ( ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ) قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم " كذب أعداء الله ، ما من شئ كان في الجاهلية إلا وهو تحت قدمي هاتين ، إلا الأمانة فإنها مؤداة إلى البر والفاجر " . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن صعصعة أنه سأل ابن عباس فقال : إنا نصيب في الغزو من أموال أهل الذمة الدجاجة والشاة ، قال ابن عباس : فتقولون ماذا ؟ قال : نقول ليس علينا في ذلك من بأس ، قال : هذا كما قال أهل الكتاب ( ليس علينا في الأميين سبيل ) إنهم إذا أدوا الجزية لم تحل لكم أموالهم إلا بطيب نفوسهم . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ( بلى من أوفى بعهده واتقى ) يقول : اتقى الشرك ( فإن الله يحب المتقين ) يقول الذين يتقون الشرك . وأخرج البخاري ومسلم وأهل السنن وغيرهم عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " من حلف على يمين هو فيها فاجر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان . فقال الأشعث بن قيس : في والله كان ذلك ، كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني ، فقدمته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ألك بينة ؟ قلت لا ، قال لليهودي : احلف ، فقلت : يا رسول الله إذن يحلف فيذهب مالي ، فأنزل الله ( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا ) إلى آخر الآية " . وقد روى : أن سبب نزول الآية أن رجلا كان يحلف بالسوق : لقد أعطى بسلعته ما لم يعط بها . أخرجه البخاري وغيره . وروى أن سبب نزولها مخاصمة كانت بين الأشعث وامرئ القيس ورجل من حضرموت . وأخرجه النسائي وغيره .
أي طائفة من اليهود يلوون ، أي يحرفون ويعدلون به عن القصد ، وأصل اللي : الميل ، يقول لوى برأسه :
إذا أماله . وقرئ " يلوون " بالتشديد و " يلون " بقلب الواو همزة ، ثم تخفيفها بالحذف ، والضمير في قوله ( لتحسبوه ) يعود إلى ما دل عليه ( يلوون ) وهو المحرف الذي جاؤوا به . قوله ( وما هو من الكتاب ) جملة حالية ، وكذلك قوله ( وما هو من عند الله ) وكذلك قوله ( وهم يعلمون ) أي أنهم كاذبون مفترون .
وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله ( وإن منهم لفريقا يلوون

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست