responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 353


ليخاصموكم ( به عند ربكم ) فتكون لهم حجة عليكم ( قل إن الفضل بيد الله ) قال : الإسلام ( يختص برحمته من يشاء ) قال القرآن والإسلام . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ( يختص برحمته من يشاء ) قال : النبوة . وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : رحمته الإسلام يختص بها من يشاء .
هذا شروع في بيان خيانة اليهود في المال بعد بيان خيانتهم في الدين ، والجار والمجرور في قوله ( ومن أهل الكتاب ) في محل رفع على الابتداء على ما مر في قوله - ومن الناس من يقول - وقد تقدم تفسير القنطار . وقوله ( تأمنه ) هذه قراءة الجمهور . وقرأ ابن وثاب والأشهب العقيلي " تيمنه " بكسر التاء الفوقية على لغة بكر وتميم ، ومثله قراءة من قرأ " نستعين " بكسر النون . وقرأ نافع والكسائي ( يؤده ) بكسر الهاء في الدرج . قال أبو عبيد :
واتفق أبو عمرو والأعمش وحمزة وعاصم في رواية أبي بكر على إسكان الهاء . قال النحاس : إسكان الهاء لا يجوز إلا في الشعر عند بعض النحويين ، وبعضهم لا يجيزه ألبتة ويرى أنه غلط من قرأ به ، ويوهم أن الجزم يقع على الهاء وأبو عمرو أجل من أن يجوز عليه شئ من هذا والصحيح عنه أنه كان يكسر الهاء . وقال الفراء : مذهب بعض العرب يسكنون الهاء إذا تحرك ما قبلها ، فيقولون ضربنه ضربا شديدا كما يسكنون ميم أنتم وقمتم ، وأنشد :
لما رأى أن لادعه ولا شبع * مال إلى أرضاه حقف فاضطجع وقرأ أبو المنذر سلام والزهري " يؤده " بضم الهاء بغير واو . وقرأ قتادة وحمزة ومجاهد " يؤد هو " بواو في الإدراج ، ومعنى الآية : أن أهل الكتاب فيهم الأمين الذي يؤدي أمانته وإن كانت كثيرة ، وفيهم الخائن الذي لا يؤدي أمانته وإن كانت حقيرة ، ومن كان أمينا في الكثير فهو في القليل أمين بالأولى ، ومن كان خائنا في القليل فهو في الكثير خائن بالأولى . وقوله ( إلا ما دمت عليه قائما ) استثناء مفرغ ، أي لا يؤده إليك في حال من الأحوال إلا ما دمت عليه قائما مطالبا له مضيقا عليه متقاضيا لرده ، والإشارة بقوله ذلك إلى ترك الأداء المدلول عليه بقوله ( لا يؤده ) . والأميون هم العرب الذين ليسوا أهل كتاب : أي ليس علينا في ظلمهم حرج لمخالفتهم لنا في ديننا ، وادعوا لعنهم الله أن ذلك في كتابهم ، فرد الله سبحانه عليهم بقوله ( ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون . بلى ) أي بلى عليهم سبيل لكذبهم واستحلالهم أموال العرب ، فقوله ( بلى ) إثبات لما نفوه من السبيل .
قال الزجاج : تم الكلام بقوله ( بلى ) ثم قال ( من أوفى بعهده واتقى ) وهذه جملة مستأنفة : أي من أوفى بعهده واتقى فليس من الكاذبين . أو فإن الله يحبه ، والضمير في قوله ( بعهده ) راجع إلى من ، أو إلى الله تعالى ، وعموم المتقين قائم مقام العائد إلى من ، أي فإن الله يحبه . قوله ( إن الذين يشترون بعهد الله ) أي يستبدلون كما تقدم

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست