responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 302


هذه القراءة ، وعلى قراءة الجمهور هو منصوب بالعطف على تضل ، ومن رفعه فعلى الاستئناف . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو " فتذكر " بتخفيف الذال والكاف ، ومعناه : تزيدها ذكرا . وقراءة الجماعة بالتشديد : أي تنبيهها إذا غفلت ونسيت ، وهذه الآية تعليل لاعتبار العدد في النساء : أي فليشهد رجل وتشهد امرأتان عوضا عن الرجل الآخر لأجل تذكير إحداهما للأخرى إذا ضلت ، وعلى هذا فيكون في الكلام حذف وهو سؤال سائل عن وجه اعتبار امرأتين عوضا عن الرجل الواحد ، فقيل وجهه أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ، والعلة في الحقيقة هي التذكير ، ولكن الضلال لما كان سببا له نزل منزلته ، وأبهم الفاعل في تضل وتذكر ، لأن كلا منهما يجوز عليه الوصفان ، فالمعنى : إن ضلت هذه ذكرتها هذه ، وإن ضلت هذه ذكرتها هذه لا على التعيين :
أي إن ضلت إحدى المرأتين ذكرتها المرأة الأخرى ، وإنما اعتبر فيهما هذا التذكير لما يلحقهما من ضعف النساء بخلاف الرجال . وقد يكون الوجه في الإبهام أن ذلك يعني الضلال والتذكير يقع بينهما متناوبا حتى ربما ضلت هذه عن وجه وضلت تلك عن وجه آخر ، فذكرت كل واحدة منهما صاحبتها . وقال سفيان بن عيينة : معنى قوله ( فتذكر إحداهما الأخرى ) تصيرها ذكرا ، يعني أن مجموع شهادة المرأتين مثل شهادة الرجل الواحد . وروى نحوه عن أبي عمرو بن العلاء ، ولا شك أن هذا باطل لا يدل عليه شرع ولا لغة ولا عقل . قوله ( ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ) أي لأداء الشهادة التي قد تحملوها من قبل ، وقيل إذا ما دعوا لتحمل الشهادة ، وتسميتهم شهداء مجاز كما تقدم ، وحملها الحسن على المعنيين . وظاهر هذا النهي أن الامتناع من أداء الشهادة حرام . قوله ( ولا تسأموا أن تكتبوه ) معنى تسأموا : تملوا . قال الأخفش : يقال سئمت أسأم سآمة وسئاما ، فقال ومنه قول الشاعر :
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش * ثمانين حولا لا أبا لك يسأم أي لا تملوا أن تكتبوه : أي الدين الذي تداينتم به ، وقيل الحق ، وقيل الشاهد ، وقيل الكتاب ، نهاهم الله سبحانه عن ذلك لأنهم ربما ملوا من كثرة المداينة أن يكتبوا ، ثم بالغ في ذلك فقال ( صغيرا أو كبيرا ) أي حال كون ذلك المكتوب صغيرا أو كبيرا : أي لا تملوا في حال من الأحوال سواء كان الدين كثيرا أو قليلا ، وقيل إنه كنى بالسآمة عن الكسل . والأول أولى . وقدم الصغير هنا على الكبير للاهتمام به لدفع ما عساه أن يقال إن هذا مال صغير : أي قليل لا احتياج إلى كتبه ، والإشارة في قوله ( ذلكم ) إلى المكتوب المذكور في ضمير قوله ( أن تكتبوه ) ( وأقسط ) معناه أعدل : أي أصح وأحفظ ( وأقوم للشهادة ) أي أعون على إقامة الشهادة وأثبت لها وهو مبني من أقام ، وكذلك أقسط مبني من فعله : أي أقسط . وقد صرح سيبويه بأنه قياسي : أي بني أفعل التفضيل .
ومعنى قوله ( وأدنى أن لا ترتابوا ) أقرب لنفي الريب في معاملاتكم : أي الشك ، ولذلك أن الكتاب الذي يكتبونه يدفع ما يعرض لهم من الريب كائنا ما كان . قوله ( إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم ) أن في موضع نصب على الاستثناء قاله الأخفش ، وكان تامة : أي إلا أن تقع أو توجد تجارة ، والاستثناء منقطع : أي لكن وقت تبايعكم وتجارتكم حاضرة بحضور البدلين ( تديرونها بينكم ) تتعاطونها يدا بيد ، فالإدارة : التعاطي والتقابض ، فالمرد التبايع الناجز يدا بيد فلا حرج عليكم إن تركتم كتابته . وقرئ بنصب تجارة على أن كان ناقصة : أي إلا أن تكون التجارة تجارة حاضرة . قوله ( وأشهدوا إذا تبايعتم ) قيل معناه : وأشهدوا إذا تبايعتم هذا التبايع المذكور هذا وهو التجارة الحاضرة على أن الاشهاد فيها يكفي ، وقيل معناه : إذا تبايعتم أي تبايع كان حضارا أو كالئا ، لأن ذلك أدفع لمادة الخلاف وأقطع لمنشأ الشجار . وقد تقدم قريبا ذكر الخلاف في كون هذا الإشهاد واجبا أو مندوبا . قوله ( ولا يضار كاتب ولا شهيد ) يحتمل أن يكون مبنيا للفاعل أو للمفعول ، فعلى الأول معناه :

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 302
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست