responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 297


في الدلائل عن عمر مثله . وأخرج ابن جرير عن مجاهد في الربا الذي نهى الله عنه قال : كان أهل الجاهلية يكون للرجل على الرجل الدين فيقول : لك كذا وكذا وتؤخر عني فيؤخر عنه . وأخرج أيضا عن قتادة نحوه .
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير نحوه أيضا وزاد في قوله - فمن جاءه موعظة من ربه ) قال : يعني البيان الذي في القرآن في تحريم الربا فانتهى عنه ( فله ما سلف ) يعني فله ما كان أكل من الربا قبل التحريم ( وأمره إلى الله ) يعني بعد التحريم وبعد تركه إن شاء عصمه منه وإن شاء لم يفعل ( ومن عاد ) يعني في الربا بعد التحريم فاستحله بقولهم ( إنما البيع مثل الربا - فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) يعني لا يموتون . وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس في قوله ( يمحق الله الربا ) قال : ينقص الربا ( ويربي الصدقات ) قال : يزيد فيها ، وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة مرفوعا " من نصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيبا ، فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل " .
وأخرج البزار وابن جرير وابن حبان والطبراني من حديث عائشة نحوه . وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن ابن عمر مرفوعا نحوه أيضا . وفي حديث عائشة وابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قرأ بعد أن ساق الحديث ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات ) . وأخرج الطبراني عن أبي برزة الأسلمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إن العبد ليتصدق بالكسرة تربو عند الله حتى تكون مثل أحد " وهذه الأحاديث تبين معنى الآية .
قوله ( اتقوا الله ) أي قوا أنفسكم من عقابه واتركوا البقايا التي بقيت لكم من الربا ، وظاهره أنه أبطل من الربا ما لم يكن مقبوضا . قوله ( إن كنتم مؤمنين ) قيل هو شرط مجازي على جهة المبالغة ، وقيل إن " إن " في هذه الآية بمعنى إذ . قال ابن عطية : وهو مردود لا يعرف في اللغة ، والظاهر أن المعنى : إن كنتم مؤمنين على الحقيقة فإن ذلك يستلزم امتثال أوامر الله ونواهيه . قوله ( فإن لم تفعلوا ) يعني ما أمرتم به من الاتقاء وترك ما بقي من الربا ( فأذنوا بحرب من الله ورسوله ) أي فاعلموا بها ، من أذن بالشيء إذا علم به ، قيل هو من الإذن بالشيء وهو الاستماع لأنه من طرق العلم . وقرأ أبو بكر عن عاصم وحمزة " فأذنوا " على معنى فأعلموا غيركم أنكم على حربهم .
وقد دلت هذه على أن أكل الربا والعمل به من الكبائر ، ولا خلاف في ذلك ، وتنكير الحرب للتعظيم ، وزادها تعظيما نسبتها إلى اسم الله الأعظم وإلى رسوله الذي هو أشرف خليقته . قوله ( فإن تبتم ) أي من الربا ( فلكم رؤوس أموالكم ) تأخذونها ( لا تظلمون ) غرمائكم بأخذ الزيادة ( ولا تظلمون ) أنتم من قبلهم بالمطل والنقص ، والجملة حالية أو استئنافية . وفي هذا دليل على أن أموالهم مع عدم التوبة حلال لمن أخذها من الأئمة ونحوهم ممن ينوب عنهم .

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 297
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست