responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 213


لأن الجنة في السماء ، والنار في أسفل سافلين ، أو أن المؤمنين هم الغالبون في الدنيا كما وقع ذلك من ظهور الإسلام وسقوط الكفر وقتل أهله ، وأسرهم وتشريدهم ، وضرب الجزية عليهم ، ولا مانع من حمل الآية على جميع ذلك لولا التقييد بكونه في يوم القيامة . قوله ( والله يرزق من يشاء بغير حساب ) يحتمل أن يكون فيه إشارة إلى أن الله سبحانه سيرزق المستضعفين من المؤمنين ويوسع عليهم ، ويجعل ما يعطيهم من الرزق بغير حساب : أي بغير تقدير ، ويحتمل أن المعنى : أن الله يوسع على بعض عباده في الرزق كما وسع على أولئك الرؤساء من الكفار استدراجا لهم ، وليس في التوسعة دليل على أن من وسع عليه فقد رضي عنه ، ويحتمل أن يراد بغير حساب من المرزوقين كما قال سبحانه - ويرزقه من حيث لا يحتسب - . قوله ( كان الناس أمة واحدة ) أي كانوا على دين واحد فاختلفوا ( فبعث الله النبيين ) ويدل على هذا المحذوف : أعني قوله فاختلفوا قراءة ابن مسعود فإنه قرأ _ كان الناس أمة واحدة فاختلفوا فبعث الله النبيين - . واختلف في الناس المذكورين في هذه الآية من هم ؟ فقيل هم بنو آدم حين أخرجهم الله نسما من ظهر آدم ، وقيل آدم وحده ، وسمى ناسا لأنه أصل النسل ، وقيل آدم وحواء ، وقيل المراد القرون الأولى التي كانت بين آدم ونوح ، وقيل المراد نوح ومن في سفينته ، وقيل معنى الآية كان الناس أمة واحدة كلهم كفار فبعث الله النبيين ، وقيل المراد الإخبار عن الناس الذين هم الجنس كله أنهم كانوا أمة واحدة في خلوهم عن الشرائع وجهلهم بالحقائق ، لولا أن الله من عليهم بإرسال الرسل . والأمة مأخوذة من قولهم أممت الشئ : أي قصدته أي مقصدهم واحد غير مختلف . قوله ( فبعث الله النبيين ) قيل جملتهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا . والرسل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر . وقوله ( مبشرين ومنذرين ) بالنصب على الحال . قوله ( وأنزل معهم الكتاب ) أي الجنس . وقال ابن جرير الطبري : إن الألف واللام للعهد والمراد التوراة . وقوله ( ليحكم ) مسند إلى الكتاب في قول الجمهور ، وهو مجاز مثل قوله تعالى - هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق - وقيل إن المعنى ليحكم كل نبي بكتابه ، وقيل ليحكم الله ، والضمير في قوله ( فيه ) الأولى راجع إلى ما في قوله ( فيما اختلفوا فيه ) والضمير في قوله ( وما اختلف فيه ) يحتمل أن يعود إلى الكتاب ، ويحتمل أن يعود إلى المنزل عليه وهو محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، قاله الزجاج ، ويحتمل أن يعود إلى الحق . وقوله ( إلا الذين أوتوه ) أي أوتوا الكتاب ، أو أوتوا الحق أو أوتوا النبي : أي أعطوا علمه . وقوله ( بغيا بينهم ) منتصب على أنه مفعول به :
أي لم يختلفوا إلا للبغي : أي الحسد والحرص على الدنيا ، وفي هذا تنبيه على السفه في فعلهم ، والقبيح الذي وقعوا فيه ، لأنهم جعلوا نزول الكتاب سببا في شدة الخلاف . وقوله ( فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق ) أي فهدى الله أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى الحق ، وذلك بما بينه لهم في القرآن من اختلاف من كان قبلهم وقيل معناه فهدى الله أمة محمد للتصديق ، بجميع الكتب بخلاف من قبلهم ، فإن بعضهم كذب كتاب بعض ، وقيل إن الله هداهم إلى الحق من القبلة ، وقيل هداهم ليوم الجمعة ، وقيل هداهم لاعتقاد الحق في عيسى بعد أن كذبته اليهود وجعلته النصارى ربا ، وقيل المراد بالحق الإسلام . وقال الفراء : إن في الآية قلبا ، وتقديره : فهدى الله الذين آمنوا بالحق لما اختلفوا فيه . واختاره ابن جرير وضعفه ابن عطية . وقوله ( بإذنه ) . قال الزجاج :
معناه بعلمه . قال النحاس : وهذا غلط ، والمعنى بأمره .
وقد أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ( سل بني إسرائيل ) قال : هم اليهود ( كم آتيناهم من آية بينه ) ما ذكر الله في القرآن وما لم يذكر ( ومن يبدل نعمة الله ) قال : يكفرها . وأخرج ابن أبي حاتم عن

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست