responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 168


الكلام فيه في [ أدب الطلب ومنتهى الأرب ] . وقوله ( ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق ) فيه تشبيه واعظ الكافرين ، وداعيهم وهو محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالراعي الذي ينعق بالغنم أو الإبل فلا يسمع إلا دعاء ونداء ولا يفهم ما يقول ، هذا فسره الزجاج والفراء وسيبويه ، وبه قال جماعة من السلف . قال سيبويه : لم يشبهوا بالناعق ، إنما شبهوا بالمنعوق به ، والمعنى : مثلك يا محمد ومثل الذين كفروا ، كمثل الناعق والمنعوق به من البهائم التي لا تفهم فحذف لدلالة المعنى عليه . وقال قطرب : المعنى مثل الذين كفروا في دعائهم مالا يفهم :
يعني الأصنام ، كمثل الراعي إذا نعق بغنمه وهو لا يدري أين هي . وبه قال ابن جرير الطبري . وقال ابن زيد :
المعنى : مثل الذين كفروا في دعائهم الآلهة الجماد كمثل الصائح في جوف الليل فيجيبه الصدى فهو يصيح بما لا يسمع ، ويجيبه مالا حقيقة فيه . والنعيق : زجر الغنم والصياح بها ، يقال نعق الراعي بغنمه ينعق نعيقا ونعاقا ونعقانا : أي صاح بها وزجرها ، والعرب تضرب المثل براعي الغنم في الجهل ويقولون : أجهل من راعي ضأن .
وقوله ( صم ) وما بعده أخبار لمبتدأ محذوف : أي هم صم بكم عمى . وقد تقدم تفسير ذلك .
وقد أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال " تليت هذه الآية عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعني ( يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ) فقام سعد بن أبي وقاص فقال : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة ، فقال : يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ، والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه فما يتقبل منه أربعين يوما ، وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به " وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في قوله ( ولا تتبعوا خطوات الشيطان ) قال : عمله . وأخرج ابن أبي حاتم عنه أنه قال " ما خالف القرآن فهو من خطوات الشيطان " وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد أنه قال : خطاه .
وأخرجا أيضا عن عكرمة قال : هي نزغات الشيطان . وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال : هي تزيين الشيطان . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة قال : كل معصية لله فهي من خطوات الشيطان . وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال : ما كان من يمين أو نذر في غضب فهو من خطوات الشيطان ، وكفارته كفارة يمين . وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود أنه أتى بضرع وملح فجعل يأكل ، فاعتزل رجل من القوم ، فقال ابن مسعود : ناولوا صاحبكم : فقال :
لا أريد ، فقال : أصائم أنت ؟ قال لا . قال : فما شأنك ؟ قال : حرمت على نفسي أن آكل ضرعا ، فقال ابن مسعود : هذا من خطوات الشيطان ، فأطعم وكفر عن يمينك . وأخرج عبد بن حميد عن عثمان بن غياث قال :
سألت جابر بن زيد عن رجل نذر أن يجعل في أنفه حلقة من ذهب ، فقال : هي من خطوات الشيطان ولا يزال عاصيا لله فليكفر عن يمينه . وأخرج عبد بن حميد عن الحسن أنه جعل يمين من حلف أن يحج حبوا من خطوات الشيطان . وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن أبي مجلز قال : هي النذور في المعاصي . وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله ( إنما يأمركم بالسوء ) قال : المعصية ( والفحشاء ) قال : الزنا . وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اليهود إلى الإسلام ورغبهم فيه ، وحذرهم عذاب الله ونقمته ، فقال له رافع بن خارجة ومالك بن عوف : بل نتبع يا محمد ما وجدنا عليه آباءنا فهم كانوا أعلم وخيرا منا ، فأنزل الله في ذلك ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا ) وأخرج ابن جرير عن الربيع وقتادة في قوله ( ألفينا ) قالا : وجدنا . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست