responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 141


أخرجه عبد الرزاق والبيهقي بإسناد صحيح وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق مختلفة . وأخرج ابن أبي حاتم من حديث جابر في وصف حج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : لما طاف النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له عمر :
هذا مقام إبراهيم قال : نعم . وأخرج نحوه ابن مردويه .
قوله ( عهدنا ) معناه هنا : أمرنا أو أوجبنا . وقوله ( أن طهرا ) في موضع نصب بنزع الخافض : أي بأن طهرا قاله الكوفيون ، وقال سيبويه : هو بتقدير أي المفسرة : أي أن طهرا فلا موضع لها من الإعراب ، والمراد بالتطهير قيل من الأوثان ، وقيل من الآفات والريب ، وقيل من الكفار ، وقيل من النجاسات وطواف الجنب والحائض وكل خبيث . والظاهر أنه لا يختص بنوع من هذه الأنواع ، وأن كل ما يصدق عليه مسمى التطهير فهو يتناوله إما تناولا شموليا أو بدليا ، والإضافة في قوله ( بيتي ) للتشريف والتكريم ، وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق وأهل المدينة وهشام وحفص " بيتي " بفتح الياء ، وقرأ الآخرون بإسكانها . والطائف : الذي يطوف به ، وقيل الغريب الطارئ على مكة . والعاكف : المقيم : وأصل العكوف في اللغة : اللزوم والإقبال على الشئ ، وقيل هو المجاور دون المقيم من أهلها . والمراد بقوله ( الركع السجود ) المصلون ، وخص هذين الركنين بالذكر لأنهما أشرف أركان الصلاة . وقوله ( وإذ قال إبراهيم ) ستأتي الأحاديث الدالة على أن إبراهيم هو الذي حرم مكة ، والأحاديث الدالة على أن الله حرمها يوم خلق السماوات والأرض والجمع بين هذه الأحاديث في هذا البحث .
وقوله ( بلدا آمنا ) أي مكة ، والمراد : الدعاء لأهله من ذريته وغيرهم كقوله - عيشة راضية - أي راض صاحبها .
وقوله ( من آمن ) بدل من قول أهله : أي ارزق من آمن من أهله دون من كفر . وقوله ( ومن كفر ) الظاهر أن هذا من كلام الله سبحانه ردا على إبراهيم حيث طلب الرزق للمؤمنين دون غيرهم : أي وأرزق من كفر فأمتعه بالرزق قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار ، ويحتمل أن يكون كلاما مستقلا بيانا لحال من كفر ، ويكون في حكم الإخبار عن حال الكافرين بهذه الجملة الشرطية : أي من كفر فإني أمتعه في هذه الدنيا بما يحتاجه من الرزق ( ثم أضطره ) كما بعد هذا التمتيع ( إلى عذاب النار ) فأخبر سبحانه أنه لا ينال الكفرة من الخير إلا تمتيعهم في هذه الدنيا ، وليس لهم بعد ذلك إلا ما هو شر محض وهو عذاب النار ، وأما على قراءة من قرأ ( فأمتعه ) بصيغة الأمر وكذلك قوله ( ثم أضطره ) بصيغة الأمر فهي مبنية على أن ذلك من جملة كلام إبراهيم ، وأنه لما فرغ من الدعاء للمؤمنين دعا للكافرين بالإمتاع قليلا ، ثم دعا عليهم بأن يضطرهم إلى عذاب النار . ومعنى ( أضطره ) ألزمه حتى صيره

نام کتاب : فتح القدير نویسنده : الشوكاني    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست