responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 674


ظهور الخطاب للنبي ( ص ) ، فإنما هو معني به أصحابه الذين قال الله جل ثناؤه : لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا . والذي يدل على أن ذلك كذلك قوله جل ثناؤه : وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير فعاد بالخطاب في آخر الآية إلى جميعهم ، وقد ابتدأ أولها بخطاب النبي ( ص ) بقوله : ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض لان المراد بذلك الذين وصفت أمرهم من أصحابه ، وذلك من كلام العرب مستفيض بينهم فصيح . أن يخرج المتكلم كلامه على وجه الخطاب منه لبعض الناس وهو قاصد به غيره ، وعلى وجه الخطاب لواحد وهو يقصد به جماعة غيره ، أو جماعة والمخاطب به أحدهم وعلى وجه الخطاب للجماعة والمقصود به أحدهم ، من ذلك قول الله جل ثناؤه : يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين ثم قال : واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا فرجع إلى خطاب الجماعة ، وقد ابتدأ الكلام بخطاب النبي ( ص ) . ونظير ذلك قول الكميت بن زيد في مدح رسول الله ( ص ) :
إلى السراج المنير أحمد لا * يعدلني رغبة ولا رهب عنه إلى غيره ولو رفع * الناس إلي العيون وارتقبوا وقيل أفرطت بل قصدت ولو * عنفني القائلون أو ثلبوا لج بتفضيلك اللسان ولو * أكثر فيك الضجاج واللجب أنت المصفي المحض المهذب في * النسبة إن نص قومك النسب فأخرج كلامه على وجه الخطاب للنبي ( ص ) وهو قاصد بذلك أهل بيته ، فكني عن وصفهم ومدحهم بذكر النبي ( ص ) وعن بني أمية بالقائلين المعنفين لأنه معلوم أنه لا أحد يوصف بتعنيف مادح النبي ( ص ) وتفضيله ، ولا بإكثار الضجاج واللجب في إطناب القيل بفضله . وكما قال جميل بن معمر :
ألا إن جيراني العشية رائح * دعتهم دواع من هوى ومنادح

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 674
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست