responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 673


قيل : الذي دل على أن ذلك كذلك قوله : نأت بخير منها أو مثلها وغير جائز أن يكون من القرآن شئ خير من شئ لان جميعه كلام الله ، ولا يجوز في صفات الله تعالى ذكره أن يقال بعضها أفضل من بعض وبعضها خير من بعض .
القول في تأويل قوله تعالى : ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير .
يعني جل ثناؤه بقوله : ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير ألم تعلم يا محمد أني قادر على تعويضك مما نسخت من أحكامي وغيرته من فرائضي التي كنت افترضتها عليك ما أشاء مما هو خير لك ولعبادي المؤمنين معك وأنفع لك ولهم ، إما عاجلا في الدنيا وإما آجلا في الآخرة . أو بأن أبدل لك ولهم مكانه مثله في النفع لهم عاجلا في الدنيا وآجلا في الآخرة وشبيهه في الخفة عليك وعليهم . فاعلم يا محمد أني على ذلك وعلى كل شئ قدير . ومعنى قوله : قدير في هذا الموضع : قوي ، يقال منه : قد قدرت على كذا وكذا . إذا قويت عليه أقدر عليه وأقدر عليه قدرة وقدرانا و مقدرة . وبنو مرة من غطفان تقول : قدرت عليه بكسر الدال . فأما من التقدير من قول القائل : قدرت الشئ فإنه يقال منه : قدرته أقدره قدرا وقدرا . القول في تأويل قوله تعالى :
* ( ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ) * قال أبو جعفر : إن قال لنا قائل : أو لم يكن رسول الله ( ص ) يعلم أن الله على كل شئ قدير وأنه له ملك السماوات والأرض حتى قيل له ذلك ؟ قيل : بلى ، فقد كان بعضهم يقول :
إنما ذلك من الله جل ثناؤه خبر عن أن محمدا قد علم ذلك ولكنه قد أخرج الكلام مخرج التقرير كما تفعل مثله العرب في خطاب بعضها بعضا ، فيقول أحدهم لصاحبه : ألم أكرمك ؟ ألم أتفضل عليك ؟ بمعنى اخباره أنه قد أكرمه وتفضل عليه ، يريد أليس قد أكرمتك ؟ أليس قد تفضلت عليك ؟ بمعنى قد علمت ذلك .
قال : وهذا لا وجه له عندنا وذلك أن قوله جل ثناؤه ألم تعلم إنما معناه : أما علمت . وهو حرف جحد أدخل عليه حرف استفهام ، وحروف الاستفهام إنما تدخل في الكلام إما بمعنى الاستثبات ، وإما بمعنى النفي . فأما بمعنى الاثبات فذلك غير معروف في كلام العرب ، ولا سيما إذا دخلت على حروف الجحد ولكن ذلك عندي وإن كان ظهر

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 673
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست