responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 675


فقال : ألا إن جيراني العشية فابتدأ الخبر عن جماعة جيرانه ، ثم قال : رائح لان قصده في ابتدائه ما ابتدأ به من كلامه الخبر عن واحد منهم دون جماعتهم . وكما قال جميل أيضا في كلمته الأخرى :
خليلي فيما عشتما هل رأيتما * قتيلا بكى من حب قاتله قبلي وهو يريد قاتلته لأنه إنما يصف امرأة فكني باسم الرجل عنها وهو يعنيها . فكذلك قوله : ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وإن كان ظاهر الكلام على وجه الخطاب للنبي ( ص ) ، فإنه مقصود به قصد أصحابه وذلك بين بدلالة قوله : وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل الآيات الثلاث بعدها على أن ذلك كذلك . أما قوله : له ملك السماوات والأرض ولم يقل ملك السماوات ، فإنه عنى بذلك ملك السلطان والمملكة دون الملك ، والعرب إذا أرادت الخبر عن المملكة التي هي مملكة سلطان قالت : ملك الله الخلق ملكا ، وإذا أرادت الخبر عن الملك قالت : ملك فلان هذا الشئ فهو يملكه ملكا وملكة وملكا .
فتأويل الآية إذا : ألم تعلم يا محمد أن لي ملك السماوات والأرض وسلطانهما دون غيري أحكم فيهما وفيما فيهما ما أشاء وآمر فيهما وفيما فيهما بما أشاء ، وأنهي عما أشاء ، وأنسخ وأبدل وأغير من أحكامي التي أحكم بها في عبادي ما أشاء إذا أشاء ، وأقر منها ما أشاء ؟ هذا الخبر وإن كان من الله عز وجل خطابا لنبيه محمد ( ص ) على وجه الخبر عن عظمته ، فإنه منه جل ثناؤه تكذيب لليهود الذين أنكروا نسخ أحكام التوراة وجحدوا نبوة عيسى ، وأنكروا محمدا ( ص ) ، لمجيئهما بما جاءا به من عند الله بتغيير ما غير الله من حكم التوراة . فأخبرهم الله أن له ملك السماوات والأرض وسلطانهما ، فإن الخلق أهل مملكته وطاعته ، عليهم السمع له والطاعة لامره ونهيه ، وإن له أمرهم بما شاء ونهيهم عما شاء ، ونسخ ما شاء وإقرار ما شاء ، وإنساء ما شاء من أحكامه وأمره ونهيه . ثم قال لنبيه ( ص ) وللمؤمنين معه : انقادوا لأمري ، وانتهوا إلى طاعتي فيما أنسخ وفيما أترك ، فلا أنسخ من أحكامي وحدودي وفرائضي ، ولا يهولنكم خلاف مخالف لكم في أمري ونهيي وناسخي ومنسوخي ، فإنه لا قيم بأمركم سواي ، ولا ناصر لكم غيري ، وأنا المنفرد بولايتكم والدفاع عنكم ، والمتوحد بنصرتكم بعزي وسلطاني وقوتي على من ناوأكم وحادكم ونصب حرب العداوة بينه وبينكم ، حتى أعلي حجتكم ، وأجعلها عليهم لكم . والولي معناه فعيل ، من

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 675
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست