responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 575


من رحمته وطردهم عنها وأخزاهم بجحودهم له ولرسله فقليلا ما يؤمنون .
القول في تأويل قوله تعالى : فقليلا ما يؤمنون .
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : فقليلا ما يؤمنون . فقال بعضهم : معناه :
فقليل منهم من يؤمن ، أي لا يؤمن منهم إلا قليل . ذكر من قال ذلك :
1249 - حدثنا بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد ابن زريع ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون فلعمري لمن رجع من أهل الشرك أكثر ممن رجع من أهل الكتاب ، إنما آمن من أهل الكتاب رهط يسير .
1250 - حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة : فقليلا ما يؤمنون قال : لا يؤمن منهم إلا قليل .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : فلا يؤمنون إلا بقليل مما في أيديهم . ذكر من قال ذلك :
1251 - حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا أبو سفيان ، عن معمر ، عن قتادة : فقليلا ما يؤمنون قال : لا يؤمن منهم إلا قليل . قال معمر : وقال غيره : لا يؤمنون إلا بقليل مما في أيديهم .
وأولى التأويلات في قوله : فقليلا ما يؤمنون بالصواب ما نحن متقنوه إن شاء الله وهو أن الله جل ثناؤه أخبر أنه لعن الذين وصف صفتهم في هذه الآية ، ثم أخبر عنهم أنهم قليلو الايمان بما أنزل الله إلى نبيه محمد ( ص ) ، ولذلك نصب قوله : فقليلا لأنه نعت للمصدر المتروك ذكره ، ومعناه : بل لعنهم الله بكفرهم فإيمانا قليلا ما يؤمنون .
فقد تبين إذا بما بينا فساد القول الذي روي عن قتادة في ذلك لان معنى ذلك لو كان على ما روي من أنه يعني به : فلا يؤمن منهم إلا قليل ، أو فقليل منهم من يؤمن ، لكان القليل مرفوعا لا منصوبا لأنه إذا كان ذلك تأويله كان القليل حينئذ مرافعا ما وإن نصب القليل ، وما في معنى من أو الذي بقيت ما لا مرافع لها ، وذلك غير جائز في لغة أحد من العرب .
فأما أهل العربية فإنهم اختلفوا في معنى ما التي في قوله : فقليلا ما يؤمنون فقال بعضهم : هي زائدة لا معنى لها ، وإنما تأويل الكلام : فقليلا يؤمنون ، كما قال جل ذكره :

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 575
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست