responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 576


فبما رحمة من الله لنت لهم وما أشبه ذلك . فزعم أن ما في ذلك زائدة ، وأن معنى الكلام : فبرحمة من الله لنت لهم وأنشد في ذلك محتجا لقوله ذلك ببيت مهلهل :
لو بأبانين جاء يخطبها * خضب ما أنف خاطب بدم ورغم أنه يعني : خضب أنف خاطب بدم ، وأن ما زائدة .
وأنكر آخرون ما قاله قائل هذا القول في ما في الآية ، وفي البيت الذي أنشده ، وقالوا : إنما ذلك من المتكلم على ابتداء الكلام بالخبر عن عموم جميع الأشياء ، إذ كانت ما كلمة تجمع كل الأشياء ثم تخص وتعم ما عمته بما تذكره بعدها . وهذا القول عندنا أولى بالصواب لان زيادة ما لا تفيد من الكلام معنى في الكلام غير جائز إضافته إلى الله جل ثناؤه . ولعل قائلا أن يقول : هل كان للذين أخبر الله عنهم أنهم قليلا ما يؤمنون من الايمان قليل أو كثير فيقال فيهم فقليلا ما يؤمنون ؟ قيل : إن معنى الايمان هو التصديق ، وقد كانت اليهود التي أخبر الله عنها هذا الخبر تصدق بوحدانية الله وبالبعث والثواب والعقاب ، وتكفر بمحمد ( ص ) ونبوته ، وكل ذلك كان فرضا عليهم الايمان به لأنه في كتبهم ، ومما جاءهم به موسى فصدقوا ببعض هو ذلك القليل من إيمانهم ، وكذبوا ببعض فذلك هو الكثير الذي أخبر الله عنهم أنهم يكفرون به .
وقد قال بعضهم : إنهم كانوا غير مؤمنين بشئ ، وإنما قيل : فقليلا ما يؤمنون وهم بالجميع كافرون ، كما تقول العرب : قلما رأيت مثل هذا قط ، وقد روي عنها سماعا

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 576
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست