responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 551


وبالوالدين إحسانا وبذي القربى ، أن تصلوا رحمه ، وتعرفوا حقه ، وباليتامى : أن تتعطفوا عليهم بالرحمة والرأفة ، وبالمساكين : أن تؤتوهم حقوقهم التي ألزمها الله أموالكم .
والمسكين : هو المتخشع المتذلل من الفاقة والحاجة ، وهو مفعيل من المسكنة ، والمسكنة هي ذل الحاجة والفاقة .
القول في تأويل قوله تعالى : وقولوا للناس حسنا .
إن قال قائل : كيف قيل : وقولوا للناس حسنا فأخرج الكلام أمرا ولما يتقدمه أمر ، بل الكلام جار من أول الآية مجرى الخبر ؟ قيل : إن الكلام وإن كان قد جرى في أول الآية مجرى الخبر فإنه مما يحسن في موضعه الخطاب بالأمر والنهي ، فلو كان مكان : لا تعبدون إلا الله لا تعبدوا إلا الله على وجه النهي من الله لهم عن عبادة غيره كان حسنا صوابا وقد ذكر أن ذلك كذلك في قراءة أبي بن كعب . وإنما حسن ذلك وجاز لو كان مقروءا به لان أخذ الميثاق قول ، فكان معنى الكلام لو كان مقروءا كذلك : وإذ قلنا لبني إسرائيل لا تعبدوا إلا الله ، كما قال جل ثناؤه في موضع آخر : وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة . فلما كان حسنا وضع الأمر والنهي في موضع :
لا تعبدون إلا الله ، عطف بقوله : وقولوا للناس حسنا على موضع لا تعبدون ، وإن كان مخالفا كل واحد منهما معناه معنى ما فيه ، لما وصفنا من جواز وضع الخطاب بالأمر والنهي موضع لا تعبدون فكأنه قيل : وإذا أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدوا إلا الله ، وقولوا للناس حسنا . وهو نظير ما قدمنا البيان عنه من أن العرب تبتدئ الكلام أحيانا على وجه الخبر عن الغائب في موضع الحكايات لما أخبرت عنه ، ثم تعود إلى الخبر على وجه الخطاب ، وتبتدئ أحيانا على وجه الخطاب ثم تعود إلى الاخبار على وجه الخبر عن الغائب لما في الحكاية من المعنيين كما قال الشاعر :
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة * لدينا ولا مقلية إن تقلت يعني تقليت ، وأما الحسن فإن القراءة اختلفت في قراءته ، فقرأته عامة قراءة الكوفة غير عاصم : وقولوا للناس حسنا بفتح الحاء والسين . وقرأته عامة قراء المدينة :

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 551
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست