responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 552


حسنا بضم الحاء وتسكين السين . وقد روي عن بعض القراء أنه كان يقرأ : وقولوا للناس حسنى على مثال فعلى .
واختلف أهل العربية في فرق ما بين معنى قوله : حسنا ، وحسنا . فقال بعض البصريين : هو على أحد وجهين : إما أن يكون يراد بالحسن الحسن ، وكلاهما لغة ، كما يقال : البخل والبخل . وإما أن يكون جعل الحسن هو الحسن في التشبيه ، وذلك أن الحسن مصدر ، والحسن هو الشئ الحسن ، ويكون ذلك حينئذ كقولك : إنما أنت أكل وشرب ، وكما قال الشاعر :
وخيل قد دلفت لها بخيل * تحية بينهم ضرب وجيع فجعل التحية ضربا . وقال آخر : بل الحسن هو الاسم العام الجامع جميع معاني الحسن ، والحسن هو البعض من معاني الحسن ، قال : ولذلك قال جل ثناؤه إذ أوصى بالوالدين : ووصينا الانسان بوالديه حسنا يعني بذلك أنه وصاه فيهما بجميع معاني الحسن ، وأمر في سائر الناس ببعض الذي أمره به في والديه فقال : وقولوا للناس حسنا يعني بذلك بعض معاني الحسن . والذي قاله هذا القائل في معنى الحسن بضم الحاء وسكون السين غير بعيد من الصواب ، وأنه اسم لنوعه الذي سمي به . وأما الحسن فإنه صفة وقعت لما وصف به ، وذلك يقع بخاص . وإذا كان الامر كذلك ، فالصواب من القراءة في قوله : وقولوا للناس حسنا لان القوم إنما أمروا في هذا العهد الذي قيل لهم : وقولوا للناس باستعمال الحسن من القول دون سائر معاني الحسن ، الذي يكون بغير القول ، وذلك نعت لخاص من معاني الحسن وهو القول . فلذلك اخترت قراءته بفتح الحاء والسين ، على قراءته بضم الحاء وسكون السين .
وأما الذي قرأ ذلك : وقولوا للناس حسنى فإنه خالف بقراءته إياه كذلك قراءة أهل الاسلام ، وكفى شاهدا على خطأ القراءة بها كذلك خروجها من قراءة أهل الاسلام لو لم يكن على خطئها شاهد غيره ، فكيف وهي مع ذلك خارجة من المعروف من كلام العرب ؟

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 552
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست