responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 550


فنصب الحديد على العطف به على موضع الجبال لأنها لو لم تكن فيها باء خافضة كانت نصبا ، فعطف بالحديد على معنى الجبال لا على لفظها ، فكذلك ما وصفت من قوله : وبالوالدين إحسانا . وأما الاحسان فمنصوب بفعل مضمر يؤدي معناه قوله :
وبالوالدين إذ كان مفهوما معناه ، فكان معنى الكلام لو أظهر المحذوف : وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل بأن لا تعبدوا إلا الله ، وبأن تحسنوا إلى الوالدين إحسانا . فاكتفى بقوله :
وبالوالدين من أن يقال : وبأن تحسنوا إلى الوالدين إحسانا ، إذ كان مفهوما أن ذلك معناه بما ظهر من الكلام .
وقد زعم بعض أهل العربية في ذلك أن معناه : وبالوالدين فأحسنوا إحسانا فجعل الباء التي في الوالدين من صلة الاحسان مقدمة عليه .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : أن لا تعبدوا إلا الله ، وأحسنوا بالوالدين إحسانا .
فزعموا أن الباء التي في الوالدين من صلة المحذوف ، أعني أحسنوا ، فجعلوا ذلك من كلامين . وإنما يصرف الكلام إلى ما ادعوا من ذلك إذا لم يوجد لاتساق الكلام على كلام واحد وجه ، فأما وللكلام وجه مفهوم على اتساقه على كلام واحد فلا وجه لصرفه إلى كلامين . وأخرى : أن القول في ذلك لو كان على ما قالوا لقيل : وإلى الوالدين إحسانا لأنه إنما يقال : أحسن فلان إلى والديه ، ولا يقال : أحسن بوالديه ، إلا على استكراه للكلام . ولكن القول فيه ما قلنا ، وهو : وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل بكذا وبالوالدين إحسانا ، على ما بينا قبل . فيكون الاحسان حينئذ مصدرا من الكلام لا من لفظه كما بينا فيما مضى من نظائره .
فإن قال قائل : وما ذلك الاحسان الذي أخذ عليهم وبالوالدين الميثاق ؟ قيل : نظير ما فرض الله على أمتنا لهما من فعل المعروف لهما والقول الجميل ، وخفض جناح الذل رحمة بهما والتحنن عليهما ، والرأفة بهما والدعاء بالخير لهما ، وما أشبه ذلك من الأفعال التي ندب الله عباده أن يفعلوا بهما .
القول في تأويل قوله تعالى : وذي القربى واليتامى والمساكين .
يعني بقوله : وذي القربى وبذي القربى أن يصلوا قرابته منهم ورحمة . والقربى مصدر على تقدير فعلى من قولك : قربت مني رحم فلان قرابة وقربى وقربا بمعنى واحد .
وأما اليتامى فهم جمع يتيم ، مثل أسير وأسارى ويدخل في اليتامى الذكور منهم والإناث .
ومعنى ذلك : وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وحده دون من سواه من الأنداد

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 550
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست