responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 544


يخلدون فيها ، وأن الخلود في النار لأهل الكفر بالله دون أهل الايمان به فإن الله جل ثناؤه قد قرن بقوله : بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون قوله : والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون فكان معلوما بذلك أن الذين لهم الخلود في النار من أهل السيئات ، غير الذين لهم الخلود في الجنة من أهل الايمان .
فإن ظن ظان أن الذين لهم الخلود في الجنة من الذين آمنوا هم الذين عملوا الصالحات دون الذين عملوا السيئات ، فإن في إخبار الله أنه مكفر باجتنابنا كبائر ما ننهى عنه سيئاتنا ، ومدخلنا المدخل الكريم ، ما ينبئ عن صحة ما قلنا في تأويل قوله : بلى من كسب سيئة بأن ذلك على خاص من السيئات دون عامها .
فإن قال لنا قائل : فإن الله جل ثناؤه إنما ضمن لنا تكفير سيئاتنا باجتنابنا كبائر ما ننهى عنه ، فما الدلالة على أن الكبائر غير داخلة في قوله : بلى من كسب سيئة ؟ قيل : لما صح من أن الصغائر غير داخلة فيه ، وأن المعنى بالآية خاص دون عام ، ثبت وصح أن القضاء والحكم بها غير جائز لاحد على أحد إلا على من وقفه الله عليه بدلالة من خبر قاطع عذر من بلغه . وقد ثبت وصح أن الله تعالى ذكره قد عنى بذلك أهل الشرك والكفر به ، بشهادة جميع الأمة ، فوجب بذلك القضاء على أن أهل الشرك والكفر ممن عناه الله بالآية .
فأما أهل الكبائر فإن الاخبار القاطعة عذر من بلغته قد تظاهرت عندنا بأنهم غير معنيين بها ، فمن أنكر ذلك ممن دافع حجة الأخبار المستفيضة والانباء المتظاهرة فاللازم له ترك قطع الشهادة على أهل الكبائر بالخلود في النار بهذه الآية ونظائرها التي جاءت بعمومهم في الوعيد ، إذ كان تأويل القرآن غير مدرك إلا ببيان من جعل الله إليه بيان القرآن ، وكانت الآية تأتي عاما في صنف ظاهرها ، وهي خاص في ذلك الصنف باطنها . ويسئل مدافعو الخبر بأن أهل الكبائر من أهل الاستثناء سؤالنا منكر رجم الزاني المحصن ، وزوال فرض الصلاة عن الحائض في حال الحيض ، فإن السؤال عليهم نظير السؤال على هؤلاء سواء .
القول في تأويل قوله تعالى : وأحاطت به خطيئته .
يعني بقوله جل ثناؤه : وأحاطت به خطيئته اجتمعت عليه فمات عليها قبل الإنابة

نام کتاب : جامع البيان عن تأويل آي القرآن نویسنده : محمد بن جرير الطبري    جلد : 1  صفحه : 544
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست