قال أبو جعفر : وإنما سميت السماء سماء لعلوها على الأرض وعلى سكانها من خلقه ، وكل شئ كان فوق شئ آخر فهو لما تحته سماء . ولذلك قيل لسقف البيت سماؤه ، لأنه فوقه مرتفع عليه ، ولذلك قيل : سما فلان لفلان : إذا أشرف له وقصد نحوه عاليا عليه ، كما قال الفرزدق :
سمونا لنجران اليماني وأهله * ونجران أرض لم تديث مقاوله وكما قال نابغة بني ذبيان :
سمت لي نظرة فرأيت منها * تحيت الخدر واضعة القرام يريد بذلك : أشرفت لي نظرة وبدت ، فكذلك السماء : سميت للأرض سماء ، لعلوها وإشرافها عليها . كما :
حدثني موسى بن هارون ، قال : حدثنا عمرو بن حماد ، قال : حدثنا أسباط ، عن السدي في خبر ذكره ، عن أبي مالك ، وعن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن مرة ، عن ابن مسعود ، وعن ناس من أصحاب النبي ( ص ) : والسماء بناء ، فبناء السماء على الأرض كهيئة القبة ، وهي سقف على الأرض .
وحدثنا بشر بن معاذ ، قال : حدثنا يزيد ، عن سعيد ، عن قتادة في قول الله والسماء بناء قال : جعل السماء سقفا لك .
وإنما ذكر السماء والأرض جل ثناؤه فيما عدد عليهم من نعمه التي أنعمها عليهم ، لان منهما أقواتهم وأرزاقهم ومعايشهم ، وبهما قوام دنياهم ، فأعلمهم أن الذي خلقهما