responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 908


* ( رب السماوات والأرض وما بينهما الرحم ن لا يملكون منه خطابا * يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحم ن وقال صوابا * ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا * إنآ أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يليتني كنت ترابا ) * أي : الذي أعطاهم هذه العطايا هو ربهم * ( رب السماوات والأرض وما بينهما ) * الذي خلقها ودبرها * ( الرحمن ) * الذي رحمته وسعت كل شيء ، فرباهم ورحمهم ، ولطف بهم ، حتى أدركوا ما أدركوا . ثم ذكر عظمته وملكه العظيم يوم القيامة ، وأن جميع الخلق كلهم ساكتون ذلك اليوم لا يتكلمون ، و * ( لا يملكون منه خطابا ) * ، إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ، فلا يتكلم أحد إلا بهذين الشرطين : أن يأذن الله له في الكلام ، وأن يكون ما تكلم به صوابا . لأن * ( ذلك اليوم الحق ) * الذي لا يروج فيه الباطل ، ولا ينفع فيه الكذب . وذلك * ( يوم يقوم الروح ) * وهو جبريل عليه السلام ، الذي هو أفضل الملائكة . * ( والملائكة ) * أيضا يقوم الجميع * ( صفا ) * خاضعين لله * ( لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ) * . فلما رغب ، ورهب ، وبشر ، وأنذر ، قال : * ( ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا ) * ، أي : عملا ، وقدم صدق ، يرجع إليه يوم القيامة . * ( إنا أنذرناكم عذابا قريبا ) * لأنه قد أزف مقبلا ، وكل ما هو آت قريب . * ( يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ) * ، أي : هذا الذي يهمه ، ويفزع إليه ، فلينظر في هذه الدار ، ما قدم لدار القرار . * ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ، واتقوا الله إن الله خبير بما تعلمون ) * الآيات . فإن وجد خيرا فليحمد الله ، وإن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ، ولهذا كان الكفار يتمنون الموت من شدة الحسرة والندم . * ( ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ) * ، نسأل الله أن يعافينا من الكفر والشر كله ، إنه جواد كريم . تم تفسير سورة النبأ ولله الحمد . سورة النازعات * ( والنازعات غرقا * والناشطات نشطا * والسابحات سبحا * فالسابقات سبقا * فالمدبرات أمرا * يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة * قلوب يومئذ واجفة * أبصارها خاشعة * يقولون أإنا لمردودون في الحافرة * أإذا كنا عظاما نخرة * قالوا تلك إذا كرة خاسرة * فإنما هي زجرة واحدة * فإذا هم بالساهرة ) * هذه الإقسامات بالملائكة الكرام وأفعالهم الدالة على كمال انقيادهم لأمر الله ، وإسراعهم في تنفيذه ، يحتمل أن المقسم عليه ، الجزاء والبعث بدليل الإتيان بأحوال القيامة بعد ذلك . ويحتمل أن المقسم عليه ، والمقسم به متحدان ، وأنه أقسم على الملائكة لأن الإيمان بهم ، أحد أركان الإيمان الستة . ولأن في ذكر أفعالهم هنا ما يتضمن الجزاء الذي تتولاه الملائكة ، عند الموت وقبله ، وبعده ، فقال : * ( والنازعات غرقا ) * وهم الملائكة ، التي تنزع الأرواح بقوة ، وتغرق في نزعها ، حتى تخرج الروح ، فتجازى بعملها . * ( والناشطات نشطا ) * وهي الملائكة أيضا ، تجتذب الأرواح بقوة ونشاط ، أو أن النشط يكون لأرواح المؤمنين ، والنزع لأرواح الكفار . * ( والسابحات ) * أي : المترددات في الهواء صعودا ونزولا * ( سبحا ) * . * ( فالسابقات ) * لغيرها * ( سبقا ) * فتبادر لأمر الله ، وتسبق الشياطين في إيصال الوحي إلى رسل الله ، لئلا تسترقه . * ( فالمدبرات أمرا ) * الملائكة ، الذين جعلهم الله يدبرون كثيرا من أمور العالم ، العلوي والسفلي ، من الأمطار ، والنبات ، والرياح ، والبحار ، والأجنة ، والحيوانات ، والجنة ، والنار وغير ذلك . * ( يوم ترجف الراجفة ) * وهي قيام الساعة . * ( تتبعها الرادفة ) * ، أي : الرجفة الأخرى ، التي تردفها ، وتأتي تلوها . * ( قلوب يومئذ واجفة ) * ، أي : منزعجة من شدة ما ترى وتسمع . * ( أبصارها خاشعة ) * ، أي : ذليلة حقيرة ، قد ملك قلوبهم الخوف ،

نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 908
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست