responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 891


رصدا ) * ، أي : مرصدا له ، معدا لإتلاقه وإحراقه ، أي : وهذا له شأن عظيم ، ونبأ جسيم . وجزموا أن الله تعالى ، أراد أن يحدث في الأرض حادثا كبيرا ، من خير أو شر ، فلهذا قالوا : * ( وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا ) * ، أي : لا بد من هذا أو هذا ، لأنهم رأوا ومر تغير عليهم تغيرا أنكروه ، فعرفوا بفطنتهم ، أن هذا الأمر يريده الله ، ويحدثه في الأرض . وفي هذا بيان لأدبهم ، إذ أضافوا الخير إلى الله تعالى ، والشر حذفوا فاعله تأدبا . * ( وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك ) * ، أي : فساق وفجار وكفار . * ( كنا طرائق قددا ) * ، أي : فرقا متنوعة ، وأهواء متفرقة ، كل حزب بما لديهم فرحون . * ( وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا ) * ، أي : وأنا في وقتنا الآن تبين لنا كمال قدرة الله ، وكمال عجزنا ، وأن نواصينا بيد الله ، فلن نعجزه في الأرض ، ولن نعجزه إن هربنا ، وسعينا بأسباب الفرار والخروج عن قدرته ، لا ملجأ منه ، إلا إليه . * ( وأنا لما سمعنا الهدى ) * وهو القرآن الكريم ، الهادي إلى الصراط المستقيم ، وعرفنا هدايته وإرشاده ، أثر في قلوبنا و * ( آمنا به ) * . ثم ذكروا ما يرغب المؤمن فقالوا : * ( فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا ) * ، أي : من آمن به إيمانا صادقا ، فلا عليه نقص ، ولا أذى يلحقه ، وإذا سلم من الشر ، حصل له الخير ، فالإيمان سبب داع إلى كل خير ، وانتفاء كل شر . * ( وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون ) * ، أي : الجائرون ، العادلون ، عن الصراط المستقيم . * ( فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ) * ، أي : أصابوا طريق الرشد ، الموصل لهم إلى الجنة ونعيمها . * ( وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ) * وذلك جزاء على أعمالهم ، لا ظلم من الله لهم . * ( وأن لو استقاموا على الطريقة ) * ( المثلى ) * ( لأسقيناهم ماء غدقا ) * ، أي : هنيئا مريئا ، ولم يمنعهم من ذلك ، إلا ظلمهم وعدوانهم . * ( 17 ) * ( لنفتنهم فيه ) * ، أي : لنختبرهم ونمتحنهم ليظهر الصادق من الكاذب . * ( ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا ) * ، أي : من أعرض عن ذكر الله ، الذي هو كتابه ، فلم يتبعه ، وينقد له ، بل لها عنه وغفل ، يسلكه عذابا صعدا ، أي : بليغا شديدا . * ( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ) * ، أي : لا دعاء عبادة ، ولا دعاء مسألة ، فإن المساجد ، التي هي أعظم محال للعبادة ، مبنية على الإخلاص لله ، والخضوع لعظمته ، والاستكانة لعزته . * ( وأنه لما قام عبد الله يدعوه ) * ، أي : يسأله ويتعبد له ، ويقرأ القرآن . * ( كادوا ) * ، أي : الجن من تكاثرهم عليه * ( يكونون عليه لبدا ) * ، أي : متلبدين متراكمين ، حرصا على ما جاء به من الهدى . * ( قل ) * لهم يا أيها الرسول ، مبينا حقيقة ما تدعو إليه : * ( إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا ) * ، أي : أوحده ، وحده لا شريك له ، وأخلع ما دونه من الأنداد والأوثان ، وكل ما يتخذه المشركون من دونه . * ( قل إني لا أملك لكم ضرا ولا شدا ) * ، فإني عبد ليس لي من الأمر والتصرف شيء . * ( قل إني لن يجيرني من الله أحد ) * أي : لا أحد أستجير به ينقذني من عذاب الله . وإذا كان الرسول الذي هو أكمل الخلق ، لا يملك ضرا ولا رشدا ، ولا يمنع نفسه من الله شيئا ، إن أراده بسوء ، فغيره من الخلق ، من باب أولى وأحرى . * ( ولن أجد من دونه ملتحدا ) * ، أي : ملجأ ومنتصرا * ( إلا بلاغا من الله ورسالاته ) * ، أي : ليس لي مزية على الناس ، إلا أن الله خصني بإبلاغ رسالاته ودعوة خلقه إليه ، وبذلك تقوم الحجة على الناس . * ( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا ) * ، وهذا المراد به المعصية الكفرية ، كما قيدتها النصوص الأخر المحكمة . وأما مجرد المعصية ، فإنه لا يوجب الخلود في النار ، كما دلت على ذلك آيات القرآن ، والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأجمع عليه سلف الأمة ، وأئمة هذه الآمة . * ( حتى إذا رأوا ما يوعدون ) * ، أي : شاهدوه عيانا ، وجزموا أنه واقع بهم . * ( فسيعلمون ) * في ذلك الوقت حقيقة المعرفة * ( من أضعف ناصرا وأقل عددا ) * حين لا ينصرهم غيرهم ، ولا أنفسهم ينتصرون ، وإذ يحشرون فرادى كما خلقوا أول مرة . * ( قل ) * لهم إن سألوك فقالوا : * ( متى هذا الوعد ) * ؟ * ( إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا ) * ، أي : غاية طويلة ، فعلم ذلك ، عند الله . * ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا ) * من الخلق ، بل انفرد بعلم الضمائر والأسرار ، والغيوب . * ( إلا

نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 891
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست