responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 892


من ارتضى من رسول ) * ، أي : فإنه يخبره بما اقتضت حكمته ، أن يخبره به . وذلك لأن الرسل ، ليسوا كغيرهم ، فإن الله أيدهم بتأييد ما أيده أحدا من الخلق ، وحفظ ما أوحاه إليهم حتى يبلغوه على حقيقته ، من غير أن تقربه الشياطين ، فيزيدوا فيه أو ينقصوا ، ولهذا قال : * ( فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ) * ، أي : يحفظونه بأمر الله . * ( ليعلم ) * بذلك * ( أن قد أبلغوا رسالات ربهم ) * بما جعله لهم من الأسباب . * ( وأحاط بما لديهم ) * ، أي : بما عندهم ، وما أسروه وما أعلنوه . * ( وأحصى كل شيء عددا ) * . وفي هذه السورة فوائد عديدة : منها : وجود الجن ، وأنهم مأمورون منهيون ، ومجازون بأعمالهم ، كما هو صريح في هذه السورة . ومنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى الجن ، كما هو مبعوث إلى الإنس ، فإن الله صرف نفرا من الجن ، ليستمعوا ما يوحى إليه ، ويبلغوا قومهم . ومنها : ذكاء الجن ، ومعرفتهم بالحق ، وأن الذي ساقهم إلى الإيمان هو ما تحققوه من هداية القرآن ، وحسن أدبهم في خطابهم . ومنها : اعتناء الله برسوله ، وحفظه لما جاء به . فحين ابتدأت بشائر نبوته ، والسماء محروسة بالنجوم ، والشياطين قد هربت من أماكنها ، وأزعجت عن مراصدها ، وأن الله رحم به أهل حمة ما يقدر لها قدر ، وأراد بهم ربهم رشدا ، فأراد أن يظهر من دينه وشرعه ، ومعرفته في الأرض ، ما تبتهج به القلوب ، وتفرح به أولو الألباب ، وتظهر به شعائر الإسلام ، وينقمع به أهل الأوثان والأصنام . ومنها : شدة حرص الجن على استماعهم للرسول صلى الله عليه وسلم ، وتراكمهم عليه . ومنها : أن هذه السورة ، قد اشتملت على الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك ، وبينت حالة الخلق ، وأن كل أحد منهم لا يستحق من العبادة مثقال ذرة ؛ لأن الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم ، إذا كان لا يملك لأحد نفعا ولا ضرا ، بل ولا يملك لنفسه ، علم أن الخلق كلهم كذلك ، فمن الخطأ والظلم اتخاذ من هذا وصفه إلها آخر . ومنها : أن علوم الغيوب قد انفرد الله بعلمها ، فلا يعلمها أحد من الخلق ، إلا من ارتضاه واختصه بعلم شيء منها . تم تفسير سورة الجن والحمد لله رب العالمين . سورة المزمل * ( يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلا * نصفه أو انقص منه قليلا * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا * إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا * إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلا * إن لك في النهار سبحا طويلا * واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا * رب المشرق والمغرب لا إل ه إلا هو فاتخذه وكيلا * واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا * وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا ) * المزمل : المتغطي بثيابه كالمدثر ، وهذا الوصف ، حصل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين أكرمه الله برسالته ، وابتدأه بإنزال وحيه بإرسال جبريل إليه ، فرأى أمرا لم ير مثله ، ولا يقدر على الثبات عليه إلا المرسلون ، فاعتراه عند ذلك انزعاج ، حين رأى جبريل عليه السلام ، فأتى إلى أهله فقال : ( زملوني زملوني ) وهو ترعد فرائصه . ثم جاءه جبريل ، فقال : ( اقرأ ) ، فقال : ( ما أنا بقارئ ) ، فغطه حتى بلغ منه الجهد ، وهو يعالجه على القراءة ، فقرأ صلى الله عليه وسلم . ثم ألقى الله عليه الثبات ، وتابع عليه الوحي ، حتى بلغ مبلغا ما بلغه أحد من المرسلين . فسبحان الله ، ما أعظم التفاوت بين ابتداء نبوته ونهايتها ، ولهذا خاطبه الله بهذا الوصف ، الذي وجد منه أول أمره . فأمره هنا بالعبادات المتعلقة به ، ثم أمره بالصبر على أذية قومه ، ثم أمره بالصدع بأمره ، وإعلان دعوتهم إلى الله . فأمره هنا بأشرف العبادات ، وهي الصلاة ، وبآكد الأوقات

نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 892
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست