responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 890


بيتي مؤمنا ) * خص المذكورين لتأكد حقهم وتقديم برهم ، ثم عمم الدعاء ، فقال : * ( وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزل الظالمين إلا تبارا ) * ، أي : خسارا ، ودمارا وهلاكا . تم تفسير سورة نوح والحمد لله . سورة الجن * ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا * يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنآ أحدا * وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ) * أي : * ( قل ) * يا أيها الرسول للناس * ( أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ) * صرفهم الله إلى رسوله ، لسماع آياته ، لتقوم عليهم الحجة ، وتتم عليهم النعمة ، ويكونوا منذرين لقومهم . وأمر رسوله ، أن يقص نبأهم على الناس ، وذلك : أنهم لما حضروه ، قالوا : أنصتوا ، فلما أنصتوا ، فهموا معانيه ، ووصلت حقائقه إلى قلوبهم . * ( فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا ) * ، أي : من العجائب الغالية ، والمطالب العالية . * ( يهدي إلى الرشد ) * ، والرشد : اسم جامع لكل ما يرشد الناس إلى مصالح دينهم ودنياهم . * ( فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ) * فجمعوا بين الإيمان ، الذي يدخل فيه جميع أعمال الخير ، وبين التقوى ، المتضمنة لترك الشر . ويجعلوا السبب الداعي لهم إلى الإيمان وتوابعه ، ما علموه من إرشادات القرآن ، وما اشتمل عليه من المصالح والفوائد ، واجتناب المضار ، فإن ذلك آية عظيمة ، وحجة قاطعة ، لمن استنار به ، واهتدى بهديه . وهذا هو الإيمان النافع ، المثمر لكل خير ، المبني على هداية القرآن ، بخلاف إيمان العوائد ، والمربى ، والإلف ونحو ذلك ، فإنه إيمان تقليد تحت خطر الشبهات والعوارض الكثيرة . * ( وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا * وأنا ظننآ أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا * وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا * وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا * وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا * وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا * وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا * وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرآئق قددا * وأنا ظننآ أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا * وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا * وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأول ئك تحروا رشدا * وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا * وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا * لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا * وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا * وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا * قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا * قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا * قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا * إلا بلاغا من الله ورسالاته ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيهآ أبدا * حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا * قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا * عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا * ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا ) * * ( وأنه تعالى جد ربنا ) * ، أي : تعالت عظمته وتقدست أسماؤه . * ( ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ) * فعلموا من جد الله وعظمته ، ما دلهم على بطلان من يزعم أن له صاحبة أو ولدا ، لأن له العظمة والجلال في كل صفة كمال . واتخاذ الصاحبة والولد ينافي ذلك ، لأنه يضاد كمال الغنى . * ( وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا ) * ، أي : قولا جائرا عن الصواب ، متعديا للحد ، وما حمله على ذلك ، إلا سفهه ، وضعف عقله ، وإلا فلو كان رزينا مطمئنا ، لعرف كيف يقول : * ( وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا ) * ، أي : كنا مغترين قبل ذلك ، غرتنا السادة والرؤساء من الجن والإنس ، فأحسنا بهم الظن ، وحسبناهم لا يتجرأون على الكذب على الله ، فلذلك كنا قبل ذلك على طريقهم . فاليوم إذ بان لنا الحق ، سلكنا طريقه ، وانقدنا له ، ولم نبال بقول أحد من الخلق ، يعارض الهدى . * ( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا ) * أي : كان الإنس يعوذون بالجن ، عند المخاوف والأفزاع ويعبدونهم ، فزاد الإنس الجن رهقا ، أي : طغيانا وتكبرا ، لما رأوا الإنس يعبدونهم ، ويستعيذون بهم . ويحتمل أن الضمير وهو ( الواو ) يرجع إلى الجن ، أي : زاد الجن الإنس ذعرا وتخويفا لما رأوهم يستعيذون بهم ، ليلجئوهم إلى الاستعاذة بهم ، والتمسك بما هم عليه ، فكان الإنسي إذا نزل بواد مخوف ، قال : ( أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه ) . * ( وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا ) * ، أي : فلما أنكروا البعث ، أقدموا على الشرك والطغيان . * ( وأنا لمسنا السماء ) * ، أي : أتيناها واختبرناها ، * ( فوجدناها ملئت حرسا شديدا ) * عن الوصول إلى أرجائها ، والدنو منها . * ( وشهبا ) * يرمى بها من استرق السمع ، وهذا مخالف لعادتنا الأولى ، فإنا كنا نتمكن من الوصول إلى خبر السماء . * ( وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع ) * فنتلقف تمن أخبار السماء ما شاء الله . * ( فمن يستمع الآن يجد له شهابا

نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 890
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست