responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 823


هودا ، فأهلكهم الله بريح صرصر عاتية . * ( وثمود ) * قوم صالح عليه السلام ، أرسله الله إلى ثمود فكذبوه ، فبعث الله إليهم الناقة آية ، فعقروها وكذبوه ، فأهلكهم الله . * ( فما أبقى ) * منهم أحدا ، بل أبادهم عن آخرهم . * ( وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى ) * من هؤلاء الأمم ، فأهلكهم الله وأغرقهم . * ( والمؤتفكة ) * وهم قوم لوط عليه السلام * ( أهوى ) * ، أي : أصابهم الله بعذاب ، ما عذب به أحدا من العالمين ، قلب أسفل ديارهم أعلاها ، وأمطر عليهم حجارة من سجيل ، ولهذا قال : * ( فغشاها ما غشى ) * ، أي : غشيها من العذاب الأليم الوخيم ، ما غشى ، أي : شيء عظيم ، لا يمكن وصفه . * ( فبأي آلاء بك تتمارى ) * ، أي : فبأي نعم الله وفضله تشك أيها الإنسان ؟ فإن نعم الله ظاهرة لا تقبل الشك بوجه من الوجوه ، فما بالعباد من نعمة ، إلا منه تعالى ، ولا يدفع النقم إلا هو . * ( هذا نذير من النذر الأولى ) * أي : هذا الرسول القرشي الهاشمي محمد بن عبد الله ، ليس ببدع من الرسل ، بل قد تقدمه من الرسل السابقين ، ودعوا إلى ما دعا إليه ، فلأي شيء تنكر رسالته ؟ وبأي حجة تبطل دعوته ؟ أليست أخلاقه أعلى أخلاق الرسل الكرام ؟ أليس يدعو إلى كل خير ، وينهى عن كل شر ؟ ألم يأت بالقرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد ؟ ألم يهلك الله من كذب من قبله من الرسل الكرام ؟ فما الذي يمنع العذاب عن المكذبين لمحمد سيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ؟ * ( أزفت الآرفة ) * ، أي : قربت القيامة ، ودنا وقتها ، وبانت علاماتها . * ( ليس لها من دون الله كاشفة ) * ، أي : إذا أتت القيامة ، وجاءهم العذاب الموعود به . ثم توعد المنكرين لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، المكذبين لما جاء به من القرآن الكريم ، فقال : * ( أفمن هذا الحديث تعجبون ) * ؟ أي : أفمن هذا الحديث الذي هو خير الكلام وأفضله وأشرفه تتعجبون ، وتجعلونه من الأمور المخالفة للعادة ، الخارقة للأمور والحقائق المعروفة ؟ هذا من جهلهم وضلالهم وعنادهم ، وإلا فهو الحديث الذي إذا حدث صدق ، وإذا قال قولا ، فهو القول الفصل ، ليس بالهزل ، وهو القرآن العظيم ، الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ، الذي يزيد ذوي الإصلاح رأيا وعقلا ، وتسديدا وثباتا ، وإيقانا وإيمانا ، بل الذي ينبغي العجب من عقل من تعجب منه ، وسفهه وضلاله . * ( وتضحكون ولا تبكون ) * ، أي : تستعجلون الضحك والاستهزاء به ، مع أنه الذي ينبغي أن تتأثر منه النفوس ، وتلين له القلوب ، وتبكي له العيون ، سماعا لأمره ونهيه ، وإصغاء لوعده ووعيده ، والتفاتا لأخباره الصادقة الحسنة . * ( وأنتم سامدون ) * ، أي : غافلون ، لاهون عنه ، وعن تدبره ، وهذا من قلة عقولكم ، وزيف أديانكم . فلو عبدتم الله وطلبتم رضاه في جميع الأحوال لما كنتم بهذه المثابة ، التي يأنف منها أولو الألباب ، ولهذا قال تعالى : * ( فاسجدوا لله واعبدوا ) * ، الأمر بالسجود لله خصوصا ، يدل على فضله ، وأنه سر العبادة ولبها ، فإن روحها الخشوع لله ، والخضوع له ، والسجود أعظم حالة يخضع بها العبد ، فإنه يخضع قلبه وبدنه ، ويجعل أشرف أعضائه على الأرض المهينة ، موضع وطء الأقدام . ثم أمر بالعبادة عموما ، الشاملة لجميع ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال ، والأقوال الظاهرة والباطنة . تم تفسير سورة النجم والحمد لله سورة القمر * ( اقتربت الساعة وانشق القمر * وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر * وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر * ولقد جاءهم من الأنبآء ما فيه مزدجر * حكمة بالغة فما تغن ي النذر ) * يخبر تعالى أن الساعة وهي : القيامة ، اقتربت وآن أوانها ، وحان وقت مجيئها ، ومع هذا ، فهؤلاء المكذبون لم يزالوا مكذبين بها ، غير مستعدين لنزولها ، ويريهم الله من الآيات العظيمة الدالة على وقوعها ما يؤمن على

نام کتاب : تيسير الكريم الرحمن في كلام المنان نویسنده : عبد الرحمن بن ناصر السعدي    جلد : 1  صفحه : 823
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست