نام کتاب : تفسير آيات من القرآن الكريم نویسنده : محمد بن عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 12
فهذه ثلاثة أوصاف لربنا تبارك وتعالى ذكرها مجموعة في موضع واحد في أول القرآن ؛ ثم ذكرها مجموعة في موضع واحد في آخر ما يطرق سمعك من القرآن . فينبغي لمن نصح نفسه أن يعتني بهذا الموضع ، ويبذل جهده في البحث عنه ، ويعلم أن العليم الخبير لم يجمع بينهما في أول القرآن ثم في آخره إلا لما يعلم من شدة حاجة العباد إلى معرفتها ، ومعرفة الفرق بين هذه الصفات ؛ فكل صفة لها معنى غير معنى الصفة الأخرى ، كما يقال : محمد رسول الله ، وخاتم النبيين ، وسيد ولد آدم فكل وصف له معنى غير ذلك الوصف الآخر . إذا عرفت أن معنى الله هو الإله ؛ وعرفت أن الإله هو المعبود ، ثم دعوت الله أو ذبحت له أو نذرت له فقد عرفت أنه الله . فإن دعوت مخلوقاً طيباً أو خبيثاً ، أو ذبحت له أو نذرت له فقد زعمت أنه هو الله ، فمن عرف أنه قد جعل شمسان أو تاجاً برهة من عمره هو الله ، عرف ما عرفت بنو إسرائيل لما عبدوا العجل ، فلما تبين لهم ارتاعوا ، وقالوا ما ذكر الله عنهم : * ( ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين ) * وأما الرب فمعناه المالك المتصرف ، فالله تعالى مالك كل شيء وهو
نام کتاب : تفسير آيات من القرآن الكريم نویسنده : محمد بن عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 12