نام کتاب : تفسير آيات من القرآن الكريم نویسنده : محمد بن عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 11
والألف واللام في قوله : * ( الحمد ) * للاستغراق أي جميع أنواع الحمد لله لا لغيره ، فأما الذي لا صنع للخلق فيه مثل خلق الإنسان ، وخلق السمع والبصر والسماء والأرض والأرزاق وغير ذلك فواضح ؛ وأما ما يحمد عليه المخلوق مثل ما يثنى به على الصالحين والأنبياء والمرسلين ، وعلى من فعل معروفاً خصوصاً إن أسداه إليك ، فهذا كله لله أيضاً بمعنى أنه خلق ذلك الفاعل ، وأعطاه ما فعل به ذلك ، وحببه إليه وقواه عليه ، وغير ذلك من أفضال الله الذي لو يختل بعضها لم يحمد ذلك المحمود فصار الحمد لله كله بهذا الاعتبار . وأما قوله : * ( لله رب العالمين ) * فالله علم على ربنا تبارك وتعالى ، ومعناه : الإله أي المعبود لقوله : * ( وهو الله في السماوات وفي الأرض ) * أي المعبود في السماوات والمعبود في الأرض * ( إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا ) * الآيتين ، وأما الرب فمعناه المالك المتصرف وأما * ( العالمين ) * فهو اسم لكل ما سوى الله تبارك وتعالى فكل ما سواه من ملك ونبي وإنسي وجني وغير ذلك مربوب مقهور يتصرف فيه ؛ فقير محتاج كلم صامدون إلى واحد لا شريك له في ذلك ، وهو الغني الصمد ، وذكر بعد ذلك * ( مالك يوم الدين ) * وفي قراءة أخرى * ( ملك يوم الدين ) * فذكر في أول هذه السورة التي هي أول المصحف الألوهية والربوبية والملك ؛ كما ذكره في آخر سورة في المصحف * ( قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس ) * .
نام کتاب : تفسير آيات من القرآن الكريم نویسنده : محمد بن عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 11