نام کتاب : تفسير السلمي نویسنده : السلمي جلد : 1 صفحه : 447
وآمن وشاهدني ولم يشهد معي سواي ، وعمل صالحاً أخلص قلبه لي ثم اهتدى ثم لم يخالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم قوله : * ( وما أعجلك عن قومك يا موسى ) * [ الآية : 83 ] . قال بعضهم : عجلته أوقعته في فتنة قومه حتى قيل له : * ( إنا قد فتنا قومك من بعدك ) * . وأنشد : ( أقول له عند توديعه * كلانا بعزته مبلس لبس * ( لئن رجعت عنك أجسادنا * لقد سافرت معك الأنفس * قوله تعالى : * ( وعجلت إليك رب لترضى ) * [ الآية : 84 ] . قال الواسطي رحمه الله : عجلت إليك شوقاً مني إليك . واستهانة بمن هو أنت مبعوث إليهم فقال : هم أولاء على أثرى وقيل : الشوق فرض أو نافلة : قيل فرض لأنه يتولد من حقيقة الحب ، قال النبي صلى الله عليه وسلم حب الله لما يغدوكم من نعمة ، وقال لذلك لم تقل الله رضيت لما قال عجلت إليك رب لترضى وقابله الشوق وطلب الرضوان بان بذلك أن الشوق عليهم بعد ، والمحبة عنهم أفقد . وقال أبو العباس الدينوري في هذه الآية : أي لتعلم أني أحبك ولا قرار لي مع غيرك . قوله تعالى : * ( فإنا قد فتنا قومك من بعدك ) * [ الآية : 85 ] . سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت أبا القاسم البزار يقول . قال ابن عطاء في قوله : * ( إنا قد فتنا قومك من بعدك ) * قال : قال الله : تدري من أين أتيت ؟ قال : لا يا رب قال حين قلت لهارون أخلفني في قومي أين كنت أنا حين اعتمدت على هارون ؟ قوله تعالى : * ( فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا ) * [ الآية : 86 ] . غضبان على ماذا ، وأسفاً لماذا ، قال : غضبان على نفسه إذ ترك قومه حتى ضلوا ، وأسفاً على ما فاته من مناجاة ربه . وقال الشبلي : أسفاً على ما فاته من مخاطبة الحق من لا أوزان لهم فرده من شوقه إلى شاهده ، ولم يظفر بمعيته ولا أسفاً من وجده ، فغضبه كان من ذلك . قوله تعالى : * ( كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق ) * [ الآية : 99 ] . قال ابن عطاء : موعظة بعد موعظة ، وبيان بعد بيان .
نام کتاب : تفسير السلمي نویسنده : السلمي جلد : 1 صفحه : 447