نام کتاب : تفسير السلمي نویسنده : السلمي جلد : 1 صفحه : 446
قال - قيل ليحيى بن معاذ : ما بال الإنسان يحب الدنيا . قال فحق له أن يحبها منها خلق فهي أمه ، وفيها نشأ فهي عيشه ، ومنها قد رزقه فهي حياته ، وفيها يعاد ، وهي ممر الصالحين إلى الله فكيف لا يحب طريقاً يأخذ بسالكه إلى جوار ربه . قوله تعالى : * ( فأوجس في نفسه خيفة موسى ) * [ الآية : 67 ] . سئل ابن عطاء في هذه الآية فقال : ما كانت هذه الخيفة والله يقول : * ( لا تخافا إنني معكما ) * قال : خاف على قومه أن يفوتهم حظهم من الله ، وما خاف على نفسه . قوله تعالى : * ( قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى ) * [ الآية : 68 ] . قال ابن عطاء : ' لا تخف فإنك بمرأى منا ومسمع ، ونحن معك لتقتنع أحوالك فإنك القائم بالمسبب وهم القائمون المعتمدون على الأسباب . قوله عز وجل : * ( لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات ) * [ الآية : 72 ] . قال ذو النون : من آثر الله على الأشياء هان عليه فيلقى في ذات الله لأنه آثر الأثير ، وحصل في حمله اللطيف الخفيف . قال الله : جاء كيساً على السحرة لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات ، والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض ، افعل بنا ما كنت فاعلاً ، والذي كشف لنا عنه سهل في مشاهدته حمل المون ، وملاقاة المكاره والضرر . قوله تعالى : * ( كلوا من طيبات ما رزقناكم ) * [ الآية : 81 ] . قال سهل : كلوا من طيبات مما رزقناكم ، كلوا منها القوام وإمساك الرمق فإنه الطيب من الرزق ، ولا تطغوا فيه أي لا تشيعوا فتسكروا عن الذكر . قوله تعالى : * ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ) * [ الآية : 82 ] . قال ابن عطاء : لمن رجع عن طريق المخالفة إلى طريق الموافقة وصدق موعد الله فيه وله ، واتبع السنة ثم اهتدى ، ثم قام على ذلك لا يطلب سواه مسلكاً وطريقاً . قال فارس : لغفار لمن تاب من الشرك ، وآمن بالحق وعمل صالحاً وأقام على ذلك ثم اهتدى ثم لزم السنة . قال جعفر : * ( وإني لغفار لمن تاب ) * لمن رجع إلي في مهماته ولم يرجع إلى غيري
نام کتاب : تفسير السلمي نویسنده : السلمي جلد : 1 صفحه : 446