نام کتاب : تفسير السلمي نویسنده : السلمي جلد : 1 صفحه : 448
وذلك أن الحق كشف له من أنباء ما قد سبق في الأمم الخالية والدهور الماضية فيكون منهم على علم ، ولم يخف عليه من أحوالهم شيء ، وأخفا حاله ووقته عن الكل بقوله : * ( وقد آتيناك من لدنا ذكرا ) * [ الآية : 99 ] . أي موعظة تتعظ بها ، وتتأدب بملازمتها فلا تخفى عليك شيء من أسرارنا ، وما أودعناه أسرار الذين كانوا قبلك من الأنبياء فيكون الأنبياء مكشوفين لك ، وأنت في ستر الحق . قوله تعالى : * ( فيذرها قاعا صفصفا ) * [ الآية : 106 ] . قال الحسين : هو الذي يطمس الرسوم ، ويعمى الفهوم ويميت الذهن ، ويترك الجسم قاعاً صفصفاً حتى يعجز الكل عن معرفته ، وبلوغ نفاذ قدرته ، ثم يظهر من الطوالع ربوبيته على أسرار أهل معرفته فيعرفونه به . قوله تعالى : * ( وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ) * [ الآية : 108 ] . قال الواسطي رحمه الله : وهل كانت إلا خاشعة في الأزل وهل تكون إلا خاشعة في الأبد ، والافتخار في حال الوجود بالتوثب ، والمنازعة ، وقاحة الوجه ، ورعونه الطبع لأنها لم تكن وهي إذا كانت كأنها لم تكن . قال الجنيد رحمه الله : كيف لا يخشع وقد كشف الغطاء وأبدى الخفاء فلهيبة الموقف ، وحياء الخيانات خشعت أصواتهم وذلت رقابهم . قوله تعالى : * ( يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ) * [ الآية : 109 ] . قال الواسطي في قوله : يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا به قال : أن لا ينسب إلى نفسه شيئاً ، ولا يرى نعته فإذا عاين نعته نسي الأول ، وإذا أظهر عليه رضوانه ذهب ما دونه ، وقيل في قوله : * ( ورضي له قولا ) * هو تولى إظهاره عليه ، وجعله قائماً مغيباً عن شاهده حتى لا ينطق بحضرته من ذات نفسه . قال ابن عطاء : لا يحيطون بشيء من ربوبيته علماً لأنه لم يظهر شيئاً إلا تحت تلبيس لكن لا يستوي علمان في شيء واحد ، ومن لا يرى الكل تلبيساً كان المكر فيه قريباً . قال الواسطي رحمه الله في قوله : * ( يومئذ ) * الآية . قال : أن لا ينسب إلى نفسه
نام کتاب : تفسير السلمي نویسنده : السلمي جلد : 1 صفحه : 448