نام کتاب : تفسير الثوري نویسنده : سفيان الثوري جلد : 1 صفحه : 28
عبد الرحمن بن عبد الملك ، وكان رجلا صالحا رضيه سفيان لنفسه ، ونزل في حفرته ، ونزل معه خالد بن الحارث وغيرهما ، ودفنوه . ثم انصرف عبد الرحمن بن عبد الملك والحسن بن عياش إلى الكوفة ، فأخبرا أهلها بموت سفيان [1] . وقال السمعاني : إنه كان انتقل إلى عبد الرحمن بن مهدي قبل موته ، فغسله هو ويحيى بن سعيد . ودفن في مقابر بنى كليب بالبصرة وقت العشاء . وكان أبو حاتم الرازي قد زار قبره هناك [2] . وقال الخطيب : " إن بنى تميم كانوا لا يحبون ان يصلي يماني على مضري . فقيل لهم ما أوصاه به الثوري ، فسكتوا " [3] . وقال أبو داود : " مات سفيان بالبصرة ، ودفن ليلا ، ولم نشهد الصلاة - يعنى عليه - وغدونا على قبره ، ومعنا جرير بن حازم وسلام بن مسكين . فتقدم جرير فصلى بنا على قبره . ثم بكى ، فقال : إذا بكيت على قبر لتكرمه * فابك الغداة على الثوري سفيان ورثاه أبو زياد الفقيمي ، فقال : لقد مات سفيان حميدا مبرزا * على كل قار هجنته المطامع يلوذ بأبواب الملوك بنية * مبهرجة ، والزي فيه التواضع يشمر عن ساقيه ، والرأس فوقه * قلنسوة ، فيها اللصيص المخادع جعلتم فداء للذي صان دينه * وفر به حتى حوته المضاجع على غير ذنب كان إلا تنزها * عن الناس ، حتى أدركته المصارع بعيد من أبواب الملوك مجانب * وإن طلبوه ، لم تنله الأصابع فعيني على سفيان تبكي حزينة * شجاها طريد نازح الدار شاسع يقلب طرفا ، لا يرى عند رأسه * قريبا حميما أوجعته الفواجع فجعنا به حبرا فقيها مؤدبا * بفقه جميع الناس قصد الشرائع على مثله تبكي العيون بفقده * على واصل الأرحام ، والخلق واسع [4]
[1] الطبقات 6 / 257 - 460 . وتاريخ بغداد 9 / 160 ، والتقدمة 107 - 111 . [2] الأنساب 117 ب . [3] تاريخ بغداد 9 / 160 . [4] تاريخ بغداد 9 / 173 التقدمة 123 .
نام کتاب : تفسير الثوري نویسنده : سفيان الثوري جلد : 1 صفحه : 28