نام کتاب : تفسير الثوري نویسنده : سفيان الثوري جلد : 1 صفحه : 27
" فجئني به " . فأتاه به ، فقال : " أنا ههنا منذ ستة أيام أو سبعة " . فحوله يحيى إلى جواره ، وفتح بينه وبينه بابا . وكان يأتيه بمحدثي أهل البصرة ، يسلمون عليه ويسمعون منه . فكان فيمن أتاه جرير بن حازم والمبارك بن فضالة وحماد بن سلمة ومرحوم العطار وحماد بن زيد وغيرهم . وأتاه عبد الرحمن بن مهدي ولزمه . فكان يحيى وعبد الرحمن يكتبان عنه تلك الأيام . وكلما أبا عوانة أن يأتيه ، فأبى ، وقال : " رجل لا يعرفني ، كيف آتيه " ؟ وذلك أن أبا عوانة سلم عليه بمكة ، فلم يرد عليه سفيان السلام . وكلم في ذلك ، فقال : ( لا أعرفه ) . ولما تخوف سفيان ان يشتهر مقامه بالبصرة قرب يحيى بن سعيد ، قال له : " حولني من هذا الموضع " . فحوله إلى منزل الهيثم بن منصور الأعرجي من بني سعد بن زيد مناة من بنى تميم . فلم يزل فيهم . المراسلة بينه وبين الخليفة وحين قيامه بالبصرة كلمه حماد بن زيد في تنحيه عن السلطان ، وقال : " هذا فعل أهل البدع . وما تخاف منهم ؟ " . فأجمع سفيان وحماد بن زيد على أن يقدما بغداد . وكتب سفيان إلى المهدي " أو إلى يعقوب بن داود " فبدأ بنفسه . فقيل له : " إنهم يغضبون من هذا " . فبدأ بهم . فأتاه جواب كتابه بما يحب من التقريب والكرامة والسمع منه والطاعة [1] . فكان على الخروج إليهم ، إذ حمي . واشتد به المرض وقارب الهلاك . فلما أحس بالموت ، جزع . فقال له مرحوم بن عبد العزيز : " يا أبا عبد الله ، ما هذا الجزع ؟ إنك تقدم على الرب الذي كنت تعبده " . فسكن وهدأ وقال : " انظروا من ههنا من أصحابنا الكوفيين " . فأرسلوا إلى عبادان ، فقدم عليه عبد الرحمن بن عبد الملك والحسن بن عياش أخو أبى بكر بن عياش . فأوصى إلى الحسن بن عياش في تركته وأوصى عبد الرحمن أن يصلي عليه . فأقاما عنده حتى مات . فخرج بجنازته على أهل البصرة فجأة وسمعوا بموته . وشهده الخلق . وصلى عليه