نام کتاب : تفسير الثوري نویسنده : سفيان الثوري جلد : 1 صفحه : 26
معي بجراب فيه كعك وخشكنانج " . فعجل علي ، واستوى جالسا . فقلت : " يا أبا عبد الله ، أتيتك وأنا صديقك ، فسلمت عليك فلم ترد علي ذاك الرد . فلما أخبرتك أنى أتيتك بجراب كعك ، لا يساوى شيئا ، جلست وكلمتني " . فقال : " يا أبا شهاب ، لا تلمني ، فإن هذه لي ثلاثة أيام لم أذق فيها ذواقا " . قال أبو شهاب فعذرته " [1] . عند المهدى بمكة فلما حج المهدى بالناس في سنة 160 ه ، دخل عليه سفيان ، وقال له مثل ما قال لأبي جعفر المنصور : " حج عمر بن الخطاب ، فأنفق في حجته ستة عشر دينارا . وأنت حججت ، فأنفقت في حجتك بيوت الأموال " . فقال : " أي شئ تريد ؟ أكون مثلك " ؟ . قال : " فوق ما أنا فيه ، ودون ما أنت فيه " فقال وزيره أبو عبيد الله : يا أبا عبد الله ، قد كانت كتبك تأتينا ، فننفذها " قال : " من هذا " ؟ . قال المهدي : " أبو عبيد الله وزيري " . قال : " أحذره ، فإنه كذاب . أنا كتبت إليك " ؟ . ثم قام ، فقال له المهدي : أين ، أبا عبد الله ؟ قال : " أعود " . وكان قد ترك نعله حين قام ، فعاد ، فأخذها ، ثم مضى . فانتظره المهدي ، فلم يعد قال : وعدنا أن يعود ، فلم يعد " قيل له إنه قد عاد لاخذ نعله . فغضب ، فقال : " قد آمن الناس إلا سفيان الثوري و يونس بن فروة الزنديق " . قرنه بزنديق . قال ، فإنه ليطلب المسجد الحرام . فذهب ، فألقى نفسه بين النساء ، فجللنه . قيل له : " لم فعلت " ؟ قال : " إنهن أرحم " . ثم خرج إلى البصرة ، فلم يزل بها حتى مات [2] . وروده البصرة قال ابن سعد ، فلما خاف سفيان بمكة من الطلب ، خرج إلى البصرة . فقدمها ، فنزل قرب منزل يحيى بن سعيد القطان . فقال لبعض أهل الدار : " أما قربكم أحد من أصحاب الحديث " ؟ قالوا : " بلى ، يحيى بن سعيد " . قال :