نام کتاب : تفسير الثوري نویسنده : سفيان الثوري جلد : 1 صفحه : 25
له : " يا سفيان ، تفر منا ههنا وههنا ، وتظن أنا لو أردناك بسوء لم نقدر عليك . فقد قدرنا عليك الآن . أفما تخشى ان نحكم فيك بهوانا " ؟ قال سفيان : " إن تحكم في بحكم ، يحكم فيك ملك قادر يفرق بين الحق والباطل " . فقال له الربيع : " ألهذا الجاهل أن يستقبلك بمثل هذا ؟ إئذن لي أن أضرب عنقه " . فقال له المهدى : " اسكت ، ويلك ! وهل يريد هذا وأمثاله إلا أن نقتلهم ، فنشقى بسعادتهم . اكتبوا عهده على قضاء الكوفة على أن لا يعترض عليه في حكم " . فكتب عهده ، ودفع إليه ، فأخذه وخرج ، فرمى به في دجلة وهرب . فطلب في كل بلد ، فلم يوجد . ولما امتنع من قضاء الكوفة ، وتولاه شريك بن عبد الله النخعي ، قال الشاعر : تحرز سفيان وفر بدينه * وأمسى شريك مرصدا للدراهم [1] أمر المهدى بطلبه قال ابن سعد ، فطلب الثوري . فخرج إلى مكة . فكتب المهدى أمير المؤمنين إلى محمد بن إبراهيم ، وهو على مكة ، يطلبه . فبعث محمد إلى سفيان ، فأعلمه ذلك ، وقال : " إن كنت تريد إتيان القوم ، فاظهر حتى أبعث بك إليهم . وإن كنت لا تريد ذلك ، فتوار " . فتوارى سفيان وطلبه محمد بن إبراهيم ، وأمر مناديا ، فنادى بمكة : " من جاء بسفيان فله كذا وكذا " . فلم يزل متواريا بمكة لا يظهر إلا لأهل العلم ومن لا يخافه . وحينما كان متواريا بمكة لقيه الفقر والفاقة . حتى أن أخته بعثت مرة مع أبي شهاب الحناط بجراب فيه [2] كعك وخشكنانج . فقدم هو مكة . فسأل عنه . فقيل له ، إنه ربما يقعد دبر الكعبة مما يلي باب الحناطين . قال أبو شهاب ، فأتيته هناك . وكان لي صديقا . فوجدته مستلقيا ، فسلمت عليه . فلم يسائلني تلك المسألة ، ولم يسلم علي كما كنت أعرف منه . فقلت له : " إن أختك بعثت إليك
[1] هذا لفظ المسعودي في المروج 2 / 200 وليراجع الوفيات 1 / 296 ، والكفوي 5 . ب ، والشذرات تحت 161 ه . [2] الكعك خبز يعمل مستديرا من الدقيق والحليب والسكر وغير ذلك .
نام کتاب : تفسير الثوري نویسنده : سفيان الثوري جلد : 1 صفحه : 25