نام کتاب : تفسير الثوري نویسنده : سفيان الثوري جلد : 1 صفحه : 23
معدان معه حين خرج . فلما خلفا الكوفة بظهر ، قال له سفيان : " يا معدان ، ما تركت ورائي من أثق به . ولا أقدم أمامي على من أثق به " ، يعنى الثقة في الدين [1] . وروده مكة ولعله ذهب من الكوفة إلى مكة لأداء فريضة الحج . فلما صار إليها ، اجتمع هو والأوزاعي في دار مفضل بن مهلهل . قال المفضل ، وكان على الموسم عبد الصمد بن علي الهاشمي . فدق الباب . قلنا : " من هذا " ؟ قال : " الأمير " . فقام الثوري ، فدخل المخرج . وقام الأوزاعي ، فتلقاه . فقال له عبد الصمد بن علي : " من أنت ؟ أيها الشيخ " ! قال : " أنا أبو عمرو الأوزاعي " قال : " حياك الله بالسلام ! أما أن كتبك كانت تأتينا ، فكنا نقضي حوائجك ؟ ما فعل سفيان الثوري " ؟ قال ، قلت : " دخل المخرج " . فدخل الأوزاعي في أثره ، فقال : " إن هذا الرجل ما قصد إلا قصدك " . فخرج سفيان مقطبا ، فقال : " سلام عليكم ، كيف أنتم " ؟ فقال له عبد الصمد بن علي : " يا أبا عبد الله ، أتيتك أكتب هذه المناسك عنك " قال له سفيان : " ألا أدلك على ما هو أنفع لك " ؟ قال : " وما هو " ؟ قال : " تدع ما أنت فيه " . قال : " كيف أصنع بأمير المؤمنين أبى جعفر " ؟ قال : " إن أردت الله ، كفاك الله أبا جعفر " . فقال له الأوزاعي : " يا أبا عبد الله ، ان هؤلاء قريش . وليس يرضون منا إلا بالإعظام لهم " . فقال : يا أبا عمرو ، إنا ليس نقدر نضربهم . فإنما نؤدبهم بمثل هذا الذي ترى " قال المفضل ، فالتفت إلى الأوزاعي ، فقال لي : " قم بنا من ههنا ، فإني لا آمن أن يبعث هذا من يضع في رقابنا حبالا ، وأرى هذا لا يبالي " [2] .
[1] الذيل 501 . وروى الكفوي في الطبقات 65 ب انه قد أسر ، فهرب من الطريق . [2] تاريخ بغداد 9 / 159 .
نام کتاب : تفسير الثوري نویسنده : سفيان الثوري جلد : 1 صفحه : 23