نام کتاب : تفسير الثوري نویسنده : سفيان الثوري جلد : 1 صفحه : 16
هذا ، فقل : يا رب حدثني بهذا سفيان الثوري . ثم خل بيني وبين الله عز وجل " [1] . فيظهر من هذا الكتاب أن الثوري كان يعتقد كسائر أئمة أهل السنة ، وكان يقدم الشيخين . أما عثمان وعلي رضي الله عنهما ، فلعله كان يسكت عن تقديم أحدهما على الآخر ، ويحب كليهما . لأنه كان يقول : " لا يستقيم حب علي وعثمان ، رضي الله عنهما ، إلا في قلب نبلاء الرجال ، وإن الخلفاء الراشدين خمسة : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز ، رضي الله عنهم . ومن اعتقد خلاف هذا ، فهو متجاوز عن الحد " [2] . وعده الشهرستاني في الصفاتية الذين لم يتعرضوا للتأويل في الصفات ولا تهدفوا للتشبيه ( 2 ) . وكان يبغض المرجئة الذين يقولون إن الايمان تصديق فقط ، ولذا لا يزيد ولا ينقص . حتى إنه سئل مرة أن يصلي على مرجئ قد مات ، فأبى ( 4 ) . وروى القفطي أنه لقي مرة ما شاء الله اليهودي المنجم ، فقال له : " ما شاء الله ! أنت تخاف الزحل وترجو المشترى . وأنا أخاف ربهما " ( 5 ) . زهد الثوري وورعه : وكان رحمه الله من أزهد الناس وأورعهم في زمانه . وكان يتقي الله حق تقاته ، ويحاسب نفسه كالذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها . قال يحيى بن بمان : " ما رأينا مثل سفيان الثوري ، ولا رأى سفيان مثله . أقبلت الدنيا عليه ، فصرف وجهه عنها " ( 6 ) . وقال عبد الرحمن بن مهدي : " ما عاشرت في الناس رجلا أرق من سفيان الثوري . وكنت أرمقه في الليلة بعد الليلة ينهض مذعورا ينادى : " النار ! النار !
[1] التذكرة 1 / 193 . [2] مختصر المجمع 284 ألف ، والشعراني 1 / 53 ، والكواكب 1 / 207 باختلاف يسير . ( 3 ) الملل والنحل 65 . ( 4 ) دائرة المعارف . ( 5 ) تاريخ الحكماء 214 . ( 6 ) تاريخ بغداد 9 / 56 .
نام کتاب : تفسير الثوري نویسنده : سفيان الثوري جلد : 1 صفحه : 16