نام کتاب : تفسير الثوري نویسنده : سفيان الثوري جلد : 1 صفحه : 15
ومعلوم إن أهل الكوفة قاطبة كانوا من شيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه . وكان التشيع في تلك الأيام منحصرا في تفضيل علي على عثمان رضي الله عنهما . فلا يبعد ان يكون الثوري يفضل هذا على ذاك حين إقامته في الكوفة . ولذا ذكر في الكتب التاريخية إنه كان شيعيا مطلقا أو زيديا خاصة . فهل ترك الثوري مسلك أهل التشيع واختار مذهب أهل السنة بعد ما دخل البصرة كما ادعى ابن جرير ؟ الجواب نعم ، لأن ما لدينا من آرائه في الفروع ، والأصول ، التي قد تواتر النقل بها من راو إلى راو ومن كتاب إلى كتاب ، برهان على كونه من أهل السنة والجماعة . ولضيق المجال نترك البحث عن الفروع لمن له فرصة لمطالعة الكتب الفقهية ونقتصر بذكر ما أملى الثوري في العقائد على ما روى الذهبي ( 1 ) باسناده عن شعيب بن حرب . قال شعيب ، قلت لسفيان الثوري : " حدث بحديث في السنة ينفعني الله به . فإذا وقفت بين يديه وسألني عنه ، قلت : يا رب ، حدثني بهذا سفيان . فانجو أنا وتؤخذ " . فقال اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم القرآن كلام الله غير مخلوق . منه بدأ وإليه يعود . من قال غير هذا ، فهو كافر . والايمان قول وعمل ونية . يزيد وينقص . وتقدمة الشيخين ( إلى أن قال ) : يا شعيب لا ينفعك ما كتبت ، حتى ترى المسح على الخفين ، وحتى ترى إن إخفاء " بسم الله الرحمن الرحيم " أفضل من الجهر به ، وحتى تؤمن بالقدر ، وحتى ترى الصلاة خلف كل بر وفاجر ، والجهاد ماض إلى يوم القيامة ، والصبر تحت لواء السلطان جائر أو عدل . فقلت : " يا أبا عبد الله ، الصلاة كلها " ؟ قال : " لا ، ولكن صلاة الجمعة والعيدين صل خلف من أدركت . وأما سائر ذلك ، فأنت مخير . لا تصل إلا خلف من تثق به وتعلم إنه من أهل السنة . إذا وقفت بين يدي الله فسألك عن
التذكرة 1 / 193 .
نام کتاب : تفسير الثوري نویسنده : سفيان الثوري جلد : 1 صفحه : 15