responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود    جلد : 9  صفحه : 112


وقوله تعالى وعنبا عطف على حبا وليس من لوازم العطف أن يقيد المعطوف بجميع ما قيد به المعطوف عليه فلا ضير في خلو إنبات العنب عن شق الأرض وقضبا أي رطبة سميت بمصدر قضبه أي قطعه مبالغة كأنها لتكرر قطعها وتكثرة نفس القطع وزيتونا ونخلا الكلام فيهما وفي أمثلهما كما في العنب وحدائق غلبا أي عظاما وصف به الحدائق لتكاثفها وكثرة أشجارها أو لأنها ذات أشجارها أو لأنها ذات أشجار غلاظ مستعار من وصف الرقاب وفاكهة وأبا أي مرعى من أبه إذا أمه أي قصده لأنه يؤم وينتجع أو من أب لكذا إذا تهيأ لأنه متهيئ للرعي أو فاكهة يابسة تؤب للشتاء وعن الصديق رضي الله عنه أنه سئل عن الأب فقال أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله مالا علم لي به وعن عمر رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية فقال كل هذا قد عرفنا فما الأب ثم رفض عصا كانت بيده وقال هذا لعمر الله التكلف وما عليك يا ابن أم عمر أن لا تدري ما الأب ثم قال اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب ومالا فدعوه متاعا لكم ولأنعامكم أما مفعول له أي فعل ذلك تمتيعا لكم ولمواشيكم فإن بعض النعم المعدودة طعام لهم وبعضها علف لدوابهم والالتفات لتكميل الامتنان وإما مصدر مؤكد لفعله المضمر بحذف الزوائد أي متعكم بذلك متاعا أو لفعل مترتب عليه أي متعكم بذلك فتمتعتم متاعا أي تمتعا كما مر غيره مرة أو مصدر من غير لفظه فإن ما ذكر من الأفعال الثلاثة في معنى التمتيع فإذا جاءت الصاخة شروع في بيان أحوال معادهم إثر بيان مبدأ خلقهم ومعاشهم والفاء للدلالة على ترتب ما بعدها على ما قبلها من فنون النعم عن قريب كما يشعر لفظ المتاع بسرعة زوالها وقرب اضمحلالها والصاخة هي الداهية العظيمة التي يصخ لها الخلائق أي يصيخون لها من صخ لحديثه إذا أصاخ له واستمتع وصفت بها النفخة الثانية لأن الناس يصيخون لها وقيل هي الصيحة التي تصخ الآذان أي تصمها لشدة وقعها وقيل هي مأخوذة من صخه بالحجر أي صكه وقوله تعالى يوم يفر المرء من

نام کتاب : تفسير أبي السعود نویسنده : أبي السعود    جلد : 9  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست