نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 352
ومعنى : * ( قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل ) * أن القلب استعد لهذا المعنى من قبل دون القوى ، فبقوا منكرين لهما ، متهمين إياهما عند أبيهما لتحصيل مطالبهما وطلب لذة وراء ما يطلبونها . وقيل : كان لإبراهيم صلوات الله عليه وسلامه منطقة يتوارثها أكابر أولاده ، فورثها من إسحق عمة يوسف لكونها كبرى من أولاده ، وقد حضنته بعد وفاة أمه راحيل ، فلما شب أراد يعقوب انتزاعه منها ، فلم تصبر عنه ، فحزمت المنطقة تحت ثيابه عليه السلام ثم قالت : إني فقدت المنطقة ، فلما وجدت عليه سلم لها وتركه يعقوب عندها حتى ماتت . وهي إشارة إلى مقام الفتوة التي ورثها من إبراهيم الروح قبل مقام الولاية وقت شبابه . وقد حزمتها عليه النفس المطمئنة التي حضنتها وقت وفاة راحيل اللوامة . وإرادة انتزاع يعقوب إياه منها إشارة إلى أن العقل يريد الترقي إلى كسب المعارف والحقائق ، وإذا وجده موصوفاً بالفضائل في مقام الفتوة رضي به ، وتركه عند النفس المطمئنة سالكاً في طريق الفضائل حتى توفيت بالفناء في الله في مقام الولاية والله أعلم . وإسرار يوسف في نفسه كلمته علمه بقصورهم عن إدراك مقامه ونقصانهم عن كماله ، وهي قوله : * ( أنتم شر مكانا ) * والذي اقترح أن يأخذه يوسف القلب مكان أخيه العقل العملي هو الوهم لمداخلته في المعقولات ، وشوقه إلى الترقي إلى أفق العقل ، وحكمه فيها لا على ما ينبغي وميلهم إلى سياسته إياهم دون العقل العملي للتناسب الذي بينهم في التعلق بالمادة ونزوعه إلى تحصيل مآربهم من اللذات البدنية . ولما وجد القلب متاعه من إدراك المعاني المعقولة عند العقل العملي دون الوهم * ( قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا ) * إن أخذنا الوهم مكانه وآويناه إلينا وألقينا إليه ما ألقينا إلى أخينا كنا مرتكبين الظلم العظيم لوضعنا الشيء في غير محله ويأسهم منه شعورهم بعدم تكفيل الوهم إياهم وتمتيعهم بدواعيه وحكمه _ وكبيرهم الذي ذكرهم موثق أبيهم الذي هو الاعتقاد الإيماني ، وتفريطهم في يوسف عند حكومة الوهم هو الفكر ، ولهذا قال المفسرون : هو الذي كان أحسنهم رأياً في يوسف ومنعهم عن قتله .
352
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 352