responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 351


التنور بنور الجمال ، والتلذذ بلذة الشوق بطلب الوصال ، وذوق العشق بكمال الجلال والجمال ، بل جلال الجمال وجمال الجلال فأمر لا يتيسر إلا بنور الهداية الحقانية * ( إلا حاجة في نفس يعقوب ) * هي تكميلهم بالفضيلة * ( وإنه لذو علم ) * لتعليم الله إياه لا ذو عيان وشهود * ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) * ذلك فيحسبون الكمال ما عند العقل من العلم أو ناس الحواس لا يعلمون علم العقل الكلي * ( آوى إليه أخاه ) * للتناسب بينهما في التجرد * ( جعل السقاية في رحل أخيه ) * مشربته التي يكيل بها على الناس ، أي : قوة إدراكه للعلوم ليستفيد بها علوم الشرائع ويستنبط قوانين العدالة ، فإن العاقلة العملية تقوى على إدراك المعقولات عند التجرد عن ملابس الوهم والخيال كما تقوى النظرية وهي القوة المدبرة لأمر المعاش المشوبة بالوهم في أول الحال .
ونسبته إلى السرقة لتعوده بإدراك الجزئيات في محل الوهم من المعاني المتعلقة بالمواد وبعده عن إدراك الكليات ، فلما تقوى عليها بالآوي إلى أخيه واستفادته منه تلك القوة بالتجرد فكأنه قد سرق ولم يسرق . والمؤذن الذي نسبهم إلى السرقة هو الوهم لوجدان الموهم تغير حال الجميع عما كانت عليه ، وعدم مطاوعتها له وتوهمه لذلك نقصاً فيهم .
والحمل الموعود لمن يجيء بالصواع ، هو التكليف الشرعي الذي يحصل بواسطة العقل العملي عند استفادته علم ذلك من القلب ، والصواع هو القوة الاستعدادية التي يحصل بها علمه . والفاقد لها المفتش لمتاعهم ، المستخرج إياها من رحل أخيه هو الفكر الذي بعثه القلب لهذا الشأن . ولما كان دين روح القدس تحقق المعارف والحقائق النظرية مما لا يتعلق بالعمل * ( ما كان ليأخذ أخاه ) * بالبعث على العمليات والاستعمال على الفضائل * ( في دين الملك ) * لأن دينه العلم وعلمه التعقل * ( إلا أن يشاء الله ) * أي : وقت تنور النفس بنور القلب المستفاد منه وتفسح الصدر القابل للعمليات وذلك هو رفع الدرجات ، لأن النفس حينئذ ترتفع إلى درجة القلب والقلب إلى درجة الروح في مقام الشهود * ( وفوق كل ذي علم ) * كالقوى * ( عليم ) * كالعقل العملي وفوقه القلب وفوقه العقل النظري وفوقه الروح وفوقه روح القدس والله تعالى فوق الكل ، علام الغيوب كلها .
[ تفسير سورة يوسف من آية 77 إلى آية 83 ]

351

نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست