responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 353


وقوله : * ( فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي ) * أي : لا أتحرك إلا بحكم العقل دون الوهم إلى أن أموت ، وأمرهم بالرجوع إلى أبيهم سياسته إياهم بامتثال الأوامر العقلية * ( وما شهدنا إلا بما علمنا ) * أي : إنا لا نعلم كون ذلك المتاع عند العاقلة العملية إلا نقصاً وسرقة لعدم شعورنا به وبكونه كمالاً * ( وما كنا ) * حافظين للمعنى العقلي العيني لأنا لا ندرك إلا ما في عالم الشهادة ، وكذا أهل قريتنا التي هي مدينة البدن من القوى النباتية * ( والعير التي أقبلنا فيها ) * من القوى الحيوانية ، فاسألهم ليخبروك بسرقة ابنك .
* ( قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا ) * أي : زينت طبائعكم الجسمانية لكم أمر التلذذ باللذات البدنية والشهوات الحسية فحسبتموها كمالاً ، وتتبع المعقولات والتزام الشرائع والتآمر بالفضائل نقصاً * ( فصبر جميل ) * أي : فأمركم صبر جميل في العمل بالشرائع والفضائل دائماً والوقوف مع حكم الشرع والعقل ، أو صبر جميل على الاستمتاع على وجه الشرع أجمل بكم من الإباحة والاسترسال بحكم الطبيعة ، أو فأمري صبر جميل في بقاء يوسف القلب وإخوته على استشراق الأنوار القدسية واستنزال الأحكام الشرعية واستخراج قواعدها التي لا مدخل لي فيها ، فلا بد لي من فراقهم إلى أوان فراغهم إلى رعاية مصالح الجانبين والوفاء بكلا الأمرين ، أي :
المعاش والمعاد ، فإن العقل كما يقتضي طلب الكمال وإصلاح المعاد ، يقتضي صلاح البدن وترتيب المعاش وتعديل المزاج بالغذاء وتربية القوى باللذات ، أو فأمري صبر جميل على ذلك * ( عسى الله أن يأتيني بهم جميعا ) * من جهة الأفق الأعلى والترقي عن طوري إلى ما يقتضيه نظري ورأيي من مراعاة الطرفين ومقامي ومرتبتي من اختيار التوسط بين المنزلتين * ( إنه هو العليم ) * بالحقائق * ( الحكيم ) * بتدبير العوالم ، فلا يتركهم مراعين للجهة العلوية ، ذاهلين عن الجهة السفلية ، فيخرب مدينة البدن ويهلك أهلها ، وذلك قبل التمتيع التام الذي أشرنا إليه إذ هو مقام الاجتهاد بعد الكشف والسلوك في طريق الاستقامة بعد التوحيد .
[ تفسير سورة يوسف من آية 84 إلى آية 92 ]

353

نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست