نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 32
على كل ما كان ويكون ، كقولك سورة ( البقرة ) وسورة ( النمل ) . [ آية 2 ] * ( لا ريب فيه ) * عند التحقيق بأنه الحق ، وعلى تقدير القول معناه بالحق الذي هو الكل من حيث هو كل لأنه مبين لذلك الكتاب الموعود على ألسنة الأنبياء وفي كتبهم بأنه سيأتي كما قال عيسى عليه السلام : ( ( نحن نأتيكم بالتنزيل ، وأما التأويل فسيأتي به المهدي في آخر الزمان ) ) . وحذف جواب القسم لدلالة ذلك الكتاب عليه ، كما حذف في غير موضع من القرآن مثل ( والشمس ) ( والنازعات ) وغير ذلك . أي إنا منزلون لذلك الكتاب الموعود في التوراة والإنجيل بأن يكون مع محمد حذف لدلالة قوله : * ( ذلك الكتاب ) * عليه أي : ذلك الكتاب المعلوم في العلم السابق ، الموعود في التوراة والإنجيل حق بحيث لا مجال للريب فيه . * ( هدى للمتقين ) * أي هدى في نفسه للذين يتقون الرذائل والحجب المانعة لقبول الحق فيه . واعلم أن الناس بحسب العاقبة سبعة أصناف لأنهم : إما سعداء ، وإما أشقياء . قال الله تعالى : * ( فمنهم شقي وسعيد ) * [ هود ، الآية : 105 ] ، والأشقياء أصحاب الشمال ، والسعداء إما أصحاب اليمين ، وإما السابقون المقربون ، قال الله تعالى * ( وكنتم أزواجا ) * : [ آية 7 ] [ ثلاثة الواقعة ، الآية : 7 ] الآية . وأصحاب الشمال إما المطرودون الذين حق عليهم القول وهم أهل الظلمة والحجاب الكلي المختوم على قلوبهم أزلاً ، كما قال تعالى : * ( ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس ) * [ الأعراف ، الآية ، 179 ] إلى آخر الآية . وفي الحديث الرباني : ( ( هؤلاء خلقتهم للنار ولا أبالي ) ) . وأما المنافقون الذين كانوا مستعدين في الأصل ، قابلين للتنور بحسب الفطرة والنشأة ، ولكن احتجبت قلوبهم بالرين المستفاد من اكتساب الرذائل وارتكاب المعاصي ، ومباشرة الأعمال البهيمية ، والسبعية ، ومزاولة المكايد الشيطانية ، حتى رسخت الهيئات الفاسفة والملكات المظلمة في نفوسهم ، وارتكمت على أفئدتهم فبقوا شاكين حيارى تائهين ، قد حبطت أعمالهم ، وانتكست رؤوسهم فهم أشد عذاباً وأسوأ حالاً من الفريق الأول لمنافاة مسكة استعدادهم لحالهم . والفريقان هم أهل الدنيا وأصحاب اليمين . أما أهل الفضل والثواب ، الذين آمنوا وعملوا الصالحات للجنة راجين لها ، راضين بها ، فوجدوا ما عملوا حاضراً على تفاوت درجاتهم ، ولكل درجات مما عملوا . ومنهم أهل الرحمة الباقون على سلامة نفوسهم ، وصفاء قلوبهم ، المتبوئون درجات الجنة على حسب استعداداتهم من فضل ربهم ، لا على حسب كمالاتهم من ميراث عملهم .
32
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 32