responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 143


ومن أين يتوافق العلو والسفل ؟ فبينهما عداوة حقيقية وتخالف ذاتي لا تخفى آثاره كما بين الله تعالى بقوله : * ( قد بدت البغضاء من أفواههم ) * لامتناع اختفاء الوصف الذاتي .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ' ما أضمر أحد شيئاً إلا وأظهره الله في فلتات لسانه وصفحات وجهه ' . * ( وما تخفي صدورهم أكبر ) * لأنه نار وهذا شرار ، ذاك أصل ، وهذا فرعه * ( قد بينا لكم الآيات ) * دلائل المحبة والعداوة وأسبابهما * ( إن كنتم تعقلون ) * أي :
تفهمون من فحوى الكلام .
[ تفسير سورة آل عمران آية 119 ] * ( ها أنتم أولاء تحبونهم ) * بمقتضى التوحيد ، إذ الموحد يحب الناس كلهم بالحق للحق ، ويراهم متصلين بنفسه اتصال الأحماء والأقرباء بل اتصال الأجزاء ، فينظر إليهم بنظر الرحمة الإلهية والرأفة الربانية ، ويعطف عليهم مترحماً إذ يراهم أهل الرحمة شغلوا بالباطل ، وابتلوا بالقدر ولا يحبونكم بمقتضى الحجاب والبقاء في ظلمة النفس وتضاد الطبع .
* ( وتؤمنون بالكتاب ) * أي بجنس الكتاب * ( كله ) * لشمول علمكم التوحيدي ، ولا يؤمنون للتقيد بدينهم والاحتجاب بما هم عليه * ( وإذا لقوكم قالوا آمنا ) * لنفاقهم المستجلب لأغراضهم العاجلة * ( وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ ) * نحقدهم الذاتي وبغضهم الكامن والباقي ظاهر .
[ تفسير سورة آل عمران من آية 120 إلى آية 125 ] * ( وإن تصبروا ) * على ما يبتليكم الله به من الشدائد والمحن والمصائب ، وتثبتوا على مقتضى التوحيد والطاعة * ( وتتقوا ) * الاستعانة بهم في أموركم والالتجاء إلى ولايتهم * ( ولا يضركم كيدهم شيئاً ) * لأن المتوكل على الله ، الصابر على بلائه ، المستعين به لا بغيره ، ظافر في طلبته ، غالب على خصمه ، محفوظ بحسن كلاءة ربه ، والمستعين بغيره مخذول موكول إلى نفسه ، محروم عن نصرة ربه . كما قال الشاعر :

143

نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست