نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 144
* من استعان بغير الله في طلب * فإن ناصره عجز وخذلان * * ( إن الله بما يعملون ) * من المكايد * ( محيط ) * فيبطلها ويهلكها ، وقد قيل : إذا أردت أن تكبت من يحسدك فازدد فضلاً في نفسك . فالصبر والتقوى من أجمل الفضائل إن لزمتموهما تظفروا على عدوكم . * ( بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم ) * الآية . . . . الصبر على مضض الجهاد وبذل النفس في طاعة الله ، وتحمل المكروه طلباً لرضا الله لا يكون إلا عند التقوى بتأييد الحق وتنوره بنور اليقين ، وثباته بنزول السكينة والطمأنينة عليه ، والتقوى في مخالفة أمر الحق والميل إلى النفع والغنيمة ، وخوف تلف النفس لا تكون إلا عند انكسار النفس تحت قهر سلطان القلب والروح ، إذ الثبات والوقار صفة الروح والطيش ، والاضطراب صفة النفس ، فإذا استولى سلطان الروح على القلب وأخذ مملكته عصمه من استيلاء صفات النفس وجنودها عليه ، فيعشقه القلب ويسكن إليه لنورانيته المحبوبة لذاتها ويتقوى به على النفس وقواها فيهزمها ويكسرها ويدفع غلبتها وظلمتها عن نفسه ، ويجعلها ذلولاً مطيعة مطمئنة إليه فيزول عنها الاضطراب وتتنور بنوره وعند ذلك تنزل الرحمة ، ويناسب القلب ملكوت السماء في نورانيتها وقهرها لما تحتها ، ومحبتها وشوقها لما فوقها . وبذلك التناسب يصل بها ويستنزل قواها وأوصافها في أفعاله خصوصاً عند اهتياجه وانقلاعه عن الجهة السفلية ، وانقطاعه بقوة اليقين والتوكل إلى الجهة العلوية . ويستمد من قوى قهرها على من يغضب عليه فذلك نزول الملائكة ، وإذا جزع وهلع وتغير وخاف أو مال إلى الدنيا غلبته النفس وقهرته واستولت عليه وحجبته بظلمة صفاتها عن النور ، فلم تبق تلك المناسبة ، فانقطع المدد ولم تنزل الملائكة . تفسير سورة آل عمران من آية 126 إلى آية 132 ] * ( وما جعله الله إلا بشرى لكم ) * أي : ما جعل الإمداد بالملائكة إلى لتستبشروا به فتزداد قوة قلوبكم وشجاعتكم ونجدتكم ونشاطكم في التوجه إلى الحق والتجريد
144
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 144