responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 142


الاستقامة ، أي منهم أهل التوحيد والاستقامة * ( وما يفعلوا من خير فلن يكفروه ) * أي :
كل ما يصدر منكم مما يقربكم عند الله يتصل به جزاؤه ومنه لن تحرموا شيئاً منه . قال الله تعالى : ' من تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً ، ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً ، ومن أتاني مشياً أتيته هرولة ' . . . . الحديث . وقال تعالى : ' أنا جليس من ذكرني ، وأنيس من شكرني ، ومطيع من أطاعني ' أي : كما أطعتموه بتصفية الاستعداد والتوجه نحوه ، أطاعكم بإفاضة الفيض على حسبه والإقبال إليكم * ( والله عليم ) * بالذين اتقوا ما يحجبهم عنه فيتجلى لهم بقدر زوال الحجاب .
* ( مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا ) * الفانية ولذاتها السريعة الزوال ، طلباً للشهوات أو رياء وسمعة في المفاخر ، وطلب محمدة الناس ، لا يطلبون به وجه الله ، وما تهلكه وتفنيه بالكلية من ريح هوى النفس التي فيها برد دنياتكم الفاسدة وأغراضكم الباطلة كالرياء ونحوه * ( كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم ) * بالشرك والكفر * ( فأهلكته ) * عقوبة من الله لظلمهم * ( وما ظلمهم الله ) * بإهلاك حرثهم * ( ولكن ) * كانوا أنفسهم يظلمون لأنه مسبب عن ظلمهم ، كما قيل : مهلاً فيداك ، وكتا وفوك نفخ .
[ تفسير سورة آل عمران آية 118 ] * ( لا تتخذوا بطانة من دونكم ) * بطانة الرجل صفيه وخليصه الذي يبطنه ويطلع عليه أسراره ، ولا يمكن وجود مثل هذا الصديق إلا إذا اتحدا في المقصد واتفقا في الدين والصفة ، متحابين في الله لا لغرض كما قيل في الأصدقاء : نفس واحدة في أبدان متفرقة ، فإذا كان من غير أهل الإيمان فبأن يكون كاشحاً أحرى . ثم بين نفاقه واستبطانه العداوة بقوله : * ( لا يألونكم خبالا ) * إلى آخره ، إذ المحبة الحقيقية الخالصة لا تكون إلا بين الموحدين ، لكونها ظل الوحدة فلا تكون بين المحجوبين لكونهم في عالم التضاد والظلمة . فأين الصفاء والوفاق في عالمهم ؟ بل ربما تتآلفهم الجنسية العامة الإنسانية لاشتراكهم في النوع والمنافع والملاذ واحتياجهم إلى التعاون فيها ، فإذا لم تتحصل أغراضهم من النفع واللذة تهارشوا وتباغضوا وبطلت الإلفة التي كانت بينهم ، لكونها مسببة عن أمر قد تغير إذ النفس منشأ التغير والمنافع الدنيوية لا تبقى بحالها ، واللذات النفسانية سريعة الانقضاء فلا تدوم المحبة عليها بخلاف المحبة الأولى ، فإنها مستندة إلى أمر لا تغير فيه أصلاً ، هذا إذا كانت فيما بينهم ، فكيف إذا كانت بينهم وبين من يخالفهم في الأصل والوصف ؟ وأنى يتجانس النور والظلمة ؟

142

نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست