responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 125


متابعة الأمر وامتثال المأمور به * ( فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين ) * أي : إن أعرضوا عن ذلك أيضاً ، فهم كفار منكرون محجوبون ، والله لا يحب من كان كافراً .
فبترك الطاعة يلزم الكفر ، وبترك المتابعة لا يلزم ، لأن تارك المتابعة يمكن أن يكون مطيعاً بمتابعة الأمر . ومعنى * ( أطيعوا الله والرسول ) * : أطيعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى : * ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) * [ النساء ، الآية : 80 ] .
* ( إن الله اصطفى آدم ونوحا ) * الاصطفاء أعم من المحبة والخلة ، فيشمل الأنبياء كلهم لأنهم خيرة الله وصفوته ، وتتفاضل فيه مراتبهم ، كما قال تعالى : * ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) * [ البقرة ، الآية : 253 ] ، فأخص المراتب هو المحبة ، وأشار إليه بقوله تعالى : * ( ورفع بعضهم درجات ) * [ البقرة ، الآية : 253 ] فلذلك كان أفضلهم حبيب الله محمداً صلى الله عليه وسلم ثم الخلة التي هي صفة إبراهيم عليه السلام ، وأعمها الاصطفاء ، أي :
صفة آدم عليه السلام * ( ذرية بعضها من بعض ) * في الدين والحقيقة ، إذ الولاية قسمان : صورية ومعنوية ، وكل نبي يتبع نبياً آخر في التوحيد والمعرفة ، وما يتعلق بالباطن من أصول الدين فهو ولده كأولاد المشايخ في زماننا هذا . وكما قيل : الآباء ثلاثة : أب ولدك ، وأب رباك ، وأب علمك . فكما أن وجود البدن في الولادة الصورية يتولد في رحم أمه من نطفة أبيه ، فكذلك وجود القلب في الولادة الحقيقية يظهر في رحم استعداد النفس من نفحة الشيخ والمعلم . وإلى هذه الولادة أشار عيسى عليه السلام بقوله : ' لن يلج ملكوت السماوات من لم يولد مرتين ' .
واعلم أن الولادة المعنوية أكثرها يتبع الصورية في التناسل ، ولذلك كان الأنبياء في الظاهر أيضاً نسلاً ، ثم ثمر شجرة واحدة ، فإن عمران بن يصهر أبا موسى وهارون كان من أسباط لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، وعمران بن ماثان أبا مريم أم عيسى عليه السلام كان من أسباط يهود بن يعقوب ، وكون محمد عليه صلى الله عليه وسلم من أسباط إسماعيل بن إبراهيم مشهور وكذا كون إبراهيم من نوح عليه السلام . وسببه أن الروح في الصفاء والكدورة يناسب المزاج في الاعتدال وعدمه وقت التكون ، فلكل مزاج يناسبه ويخصه ، إذ الفيض يصل بحسب المناسبة وتفاوت الأرواح في الأزل بحسب صنوفها ومراتبها في القرب والبعد ، فتتفاوت الأمزجة بحسبها في الأبد لتتصل بها . والأبدان المتناسلة بعضها من بعض متشابهة في الأمزجة على الأكثر ، اللهم إلا لأمور عارضة اتفاقية ، فكذلك الأرواح المتصلة بها متقاربة في الرتبة ، متناسبة في الصفة . وهذا مما يقوي أن المهدي عليه السلام من نسل محمد صلى الله عليه وسلم .
[ تفسير سورة آل عمران من آية 35 إلى

125

نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست