نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 124
والإدراكات الوهمية والخيالية ، لا يفرغ إليها ، فإذا فارقت نفسه جسدها ولم يبق ما يشغلها عن هيئاتها ونقوشها وجدت ما عملت من خير أو شر محضراً ، فإذا كان شراً تتمنى بعد ما بينها وبين ذلك اليوم أو ذلك العمل لتعذيبها به ، فتصير تلك الهيئات والنقوش صورتها إن كانت راسخة وإلا وجدت جزاءها بحسبها وتكرر * ( ويحذركم الله نفسه ) * تأكيداً لئلا يعملوا ما يستحقون به عقابه * ( والله رؤوف بالعباد ) * فلذا يحذرهم عن السيئات تحذير الوالد المشفق لولده عما يوبقه . [ تفسير سورة آل عمران آية ] 31 ] * ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) * لما كان عليه صلى الله عليه وسلم حبيبه فكل من يدعي المحبة لزمه اتباعه لأن محبوب المحبوب محبوب ، فتجب محبة النبي ، ومحبته إنما تكون بمتابعته وسلوك سبيله قولاً وعملاً وخلقاً وحالاً وسيرة وعقيدة ، ولا تمشي دعوى المحبة إلا بهذا فإنه قطب المحبة ومظهره وطريقته طلسم المحبة ، فمن لم يكن له من طريقته نصيب لم يكن له من المحبة نصيب ، وإذا تابعه حق المتابعة ناسب باطنه وسره وقلبه ونفسه باطن النبي صلى الله عليه وسلم وسره وقلبه ونفسه وهو مظهر المحبة . فلزم بهذه المناسبة أن يكون لهذا المتابع قسط من محبة الله تعالى بقدر نصيبه من المتابعة ، فيلقي الله تعالى محبته عليه ويسري من باطن روح النبي صلى الله عليه وسلم نور تلك المحبة إليه ، فيكون محبوباً لله ، محباً له ، ولو لم يتابعه لخالف باطنه باطن النبي صلى الله عليه وسلم ، فبعد عن وصف المحبوبية وزالت المحبية عن قلبه أسرع ما يكون ، إذ لو لم يحبه الله تعالى لم يكن محباً له * ( ويغفر لكم ذنوبكم ) * كما غفر لحبيبه . قال تعالى : * ( ليغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) * [ الفتح ، الآية : 2 ] وذنبه المتقدم ذاته ، والمتأخر صفاته ، فكذا ذنوب المتابعين كما قال تعالى : ' لا يزال العبد يتقرب إلي . . . . ' إلى آخر الحديث . * ( والله غفور ) * يمحو ذنوب صفاتكم وذواتكم * ( رحيم ) * يهب لكم وجوداً وصفات حقانية خيراً منها . ثم نزل عن هذا المقام لأنه أعز من الكبريت الأحمر . ودعاهم إلى ما هو أعم من مقام المحبة ، وهو مقام الإرادة . [ تفسير سورة آل عمران من آية 32 إلى آية 34 ] فقال : * ( قل أطيعوا الله والرسول ) * أي : إن لم تكونوا محبين ولم تستطيعوا متابعة حبيبي فلا أقل من أن تكونوا مريدين ، مطيعين لما أمرتم به ، فإن المريد يلزمه
124
نام کتاب : تفسير ابن عربي نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 124