المسلمين وسيّد العالمين يسأل عن الشيء فلا يجيب حتّى يأتيه الوحي من السماء . قال ابن حزم ، بعد ذكره لكلام مالك المتقدّم : أفيحلّ لأحد صحّ هذا عنده عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الّذي عنه أخذنا ديننا ، ثمّ يفتي بعد ذلك بغير ما أتاه به الوحي ويستعمل الرأي والقياس ؟ ! معاذ الله من ذلك ( 1 ) . وعن أحمد بن حنبل ، قال : " مَن ردّ حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فهو على شفا هلكة " ( 2 ) . وقال الشيخ محمّد ناصر الدين الألباني : وإنّ من عجائب الدنيا أن يحتجّ بعض الناس . . . على أنّ في الدنيا بدعة حسنة ، وأنّ الدليل على حسنها اعتياد الناس لها ( 3 ) ! ! وأورد الكاتب نصّاً آخر من نهج البلاغة ، قال فيه بأنّه : جاء في ذكر عمر بن الخطّاب ، وهو قوله ( عليه السلام ) : " ووليهم وال فأقام واستقام حتّى ضرب الدين بجرانه " ( 4 ) . وهذا النصّ يرد عليه ما ورد على النصّ السابق من حيث الإجمال حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ، وقد ورد عن الشيخ محمّد عبده في خصوص هذا النصّ ، أنّ الإمام ( عليه السلام ) أراد بالوالي هنا : النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ونسب مَن أراد به : عمر بن الخطّاب ، إلى قول قائل ; إشارة منه إلى ضعفه عنده ( 5 ) . ومع هذا ، فهذا النصّ لا ينفع الكاتب في المقام ; فهو وإن كان قد