فهذه شهادة صريحة من عمر في ما يراه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عنه ، وهي تنسف - للأسف - كلّ جهود الدليمي في محاولة التمويه على الواقع الحقيقي الذي يحاول جاهداً ترقيعه بأي حال من الأحوال ! ومع ملاحظة المخالفات المتقدّمة للكتاب والسُنّة من قبل عمر بن الخطّاب ينبغي الالتفات إلى أنّ الله عزّ وجلّ قد نهى عباده عن مخالفته ، وأنّه قد هدّد نبيّه الأعظم ورسوله الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إن تقوّل عليه بعض الأقاويل أن يقطع منه الوتين - أي : نياط القلب ; وهو : حبله - قال تعالى : { وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاوِيلِ * لأخَذنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ } ( 1 ) . كما أنّ الله تعالى أمر رسوله الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يقول للناس إن أرادوا منه تبديل حكم الله وكلامه : { قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي } ( 2 ) . وقد ورد عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أيضاً قوله : " وشرّ الأُمور محدثاتها ، وكلّ محدَث بدعة ، وكلّ بدعة ضلالة ، وكلّ ضلالة في النار " ( 3 ) . كما قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " مَن أحدث في أمرنا ما ليس فيه فهو ردّ " ( 4 ) . وروى الحاكم والطبراني وابن حبان ، عن عائشة ، أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " ستّة لعنتهم ولعنهم الله وكلّ نبيّ مجاب . . . والتارك لسنّتي " ( 5 ) . وروي عن مالك بن أنس أنّه قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إمام