أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بقوله : " فلان " هنا ، وإن شئت الاطلاع على هذه الاختلافات فارجع إلى شرح النهج لابن أبي الحديد نفسه ، في بداية ج 12 ص 4 ; لتقف عليها . والملاحظ من النصّ الّذي نقله الدليمي هنا بأنّ المراد من فلان : عمر ، إنّما هو : نقل ابن أبي الحديد لا غير ، وابن أبي الحديد ليس إمامي المذهب ، فنقله ليس حجّة علينا ، فالحجّة هو ظاهر كلام الإمام ( عليه السلام ) ، وظاهره لا يدلّ على أنّ المراد هو عمر ، وما قاله العلوي إنّما هو اجتهاد لا يلزم غيره ، وما كُتب في نسخة الرضي إن كان من غيره فالكاتب مجهول ، وإن كانت من الرضي فهو لا يتعدّى كونه اجتهاداً لا يكون حجّة على غيره . ومن هذا كلّه نعلم : إنّ كلام الإمام ( عليه السلام ) نفسه لا دليل فيه ، وإنّما الدليل من خارج كلامه ، والمفروض أنّ الكاتب يستند في دعواه على كلام الإمام ( عليه السلام ) لا على كلام غيره ، وهذا الأمر لم يحصل هنا ! ! وعليه : يبقى هذا المقطع من كلام الإمام ( عليه السلام ) مجملا لا دليل فيه على تعيين مدح أحد بعينه . نعم ، هناك جملة روايات تشير إلى أنّ الإمام ( عليه السلام ) أراد به عمر بن الخطّاب ، وكان يقرّه على لسان نادبة لعمر قالته بعد موته ، إلاّ أنّ جميع هذه الروايات ليست تامّة سنداً ; فلا تتمّ الحجّة بها على أية حال ( 1 ) .
1 - انظر : تاريخ المدينة المنورة 3 / 941 تجده يرويه مرسلا ، وتاريخ الطبري 3 / 285 ، وابن كثير 7 / 157 يرويانه بسند فيه : " ابن دأب " ، وهو لم يوثّق ; كما في ميزان الاعتدال - للذهبي - 3 / 216 ، ولسان الميزان - لابن حجر - 4 / 322 . ويرويه ابن عساكر في تاريخه 44 / 457 بسندين يشتملان على جماعة من المجاهيل .